أمره أن يذكروه مبهما ، وأكثر الأسماء دخولا في هذا الباب بنو فلان ومعشر مضافة وأهل البيت وآل فلان ، ولا يجوز أن تقول انهم فعلوا أيّتها العصابة انما يجوز هذا للمتكلّم والمكلم المنادى كما أنّ هذا لا يجوز إلا لحاضر ، وسألت الخليل ويونس عن نصب قول الصّلتان العبدىّ : [طويل]
(١) أيا شاعرا لا شاعر اليوم مثله |
|
جرير ولكن في كليب تواضع |
فزعما أنه غير منادى وانما انتصب على اضمار كأنه قال يا قائل الشّعر شاعرا ، وفيه معنى حسبك به كأنه حيث نادى قال حسبك به ولكنه أضمره كما أضمروا في قوله تالله رجلا وما أشبهه مما ستجده في الكتاب ان شاء الله ، ومما جاء وفيه معنى التعجب كقولك يا لك فارسا قول شريح بن الأحوص الكلابيّ :
(٢) تمنّاني ليلقاني لقيط |
|
أعام لك بن صعصعة بن سعد |
__________________
(٤٨٢) الشاهد فيه على مذهب الخليل وسيبويه نصب شاعر باضمار فعل على معنى الاختصاص والتعجب والمنادى محذوف ، والمعنى يا هؤلاء أو يا قوم عليكم شاعرا أو حسبكم به شاعرا كما ذكر سيبويه وانما امتنع عنده أن يكون منادى لأنه نكرة عنده يدخل فيه كل شاعر بالحضرة ، وهو انما قصد شاعرا بعينه وهو جرير وكان ينبغي أن يبنيه على الضم على ما يجرى عليه المخصوص بالنداء وقوله جرير محمول على اضمار مبتدأ أي هذا المتعجب منه جرير ويجوز عندي ان يكون قوله شاعرا منادى جرى على لفظ المنكور وان كان مخصوصا معروفا لوصفه بالجملة التي بعده والجملة لا يوصف بها الا النكرة فيكون مثل قوله* لعلك يا تيسانزا في مريرة* وقد تقدمت علته* يقول هذا اذ دعى به ليحتكم للفرزدق وجرير فيما كان بينهما من الافتخار ففضل جريرا في الشعر وفضل الفرزدق في الشرف والفضل ولذلك قال ولكن في كليب تواضع ، وكليب رهط جرير من بني تميم.
(٤٨٣) الشاهد في قوله لك والمعنى يا عامر دعائي لك والمعنى معنى التعجب كما يقول يا لك فارسا أي يا هذا دعائي لك من فارس أي أعجب لك في هذه الحال فبين سيبويه بهذا ان المنادى قد يخص بالنداء على معنى التعجب لا على معنى الدعاء الى أمر ، وكان لقيط بن زرارة التميمي قد توعد الأحوص أبا شريح الكلابي وتمنى أن يلقاه فيقتله فقال هذا متعجبا لقومه ـ