واعلم أنّ ناسا من العرب يثبتون الهاء فيقولون يا سلمة أقبل وبعض من يثبت يقول يا سلمة أقبل.
واعلم أنّ العرب الذين يحذفون في الوصل اذا وقفوا قالوا يا سلمه ويا طلحه ، وانما ألحقوا هذه الهاء ليبيّنوا حركة الميم والحاء وصارت هذه الهاء لازمة كما لزمت الهاء في قه وارمه ، ولم يجعل المتكلّم بالخيار في حذف الهاء عند الوقف وإثباتها من قبل أنهم جعلوا الحذف لازما لهاء التأنيث في الوصل كما لزم حذف الهاء من ارمه في الوصل وكأنهم ألزموا هذه الهاء في ارمه في الوقف ، ولم يجعلوها بمنزلتها اذا بيّنت حركة ما لم يحذف بعده شىء نحو عليّه وإليّه ولكنها لازمة كراهية أن يجتمع في ارمه حذف الهاء وترك الحركة فأرادوا أن تثبت الحركة على كلّ حال ليكون ثباتها عوضا عن الحذف للياء والهاء فبيّنت الحركة بالهاء في السكوت ليكون ثباتها في الاسم على كلّ حال لئلّا يخلّوا به.
واعلم أنّ الشعراء اذا اضطّروا حذفوا هذه الهاء في الوقف وذلك لأنهم يجعلون المدّة التي تلحق القوافي بدلا منها وقال الشاعر (وهو ابن الخرع) : [متقارب]
(١) كادت فزارة تشقى بنا |
|
فأولى فزارة أولى فزارا |
وقال القطامي :
(٢) قفي قبل التفرّق يا ضباعا
__________________
(٤٨٦) الشاهد فيه ترخيم فزارة والوقف عليها بالألف عوضا من الهاء لأنهم اذا رخموا ما فيه الهاء ثم وقفوا عليه ردوا الهاء للوقف فلما لم يمكنه رد الهاء هيهنا جعل الألف عوضا منها على ما بينه سيبويه* يقول كدنا نوقع بفزارة فتشقى بنا لو لا فرارهم وتحصنهم منا ؛ ويقال للرجل اذا أفلت وقد كاد يعطب أولى له وهي كلمة وعيد وتهديد فلذلك قال فأولى فزارة أي أولى لك يا فزارة ، ويروى أن رجلا كان يرمى الصيد فيخطئه فيقول أولى لك فقال :
فلو كان أولى يطعم القوم صدتهم |
|
ولكن أولى تترك القوم جوعا |
(٤٨٧) الشاهد فيه ترخيم ضباعة والوقف على الألف بدلا من الهاء كما تقدم في قبله وتمام البيت* ولايك موقف منك الوداعا*