التبس به بمنزلته اذا كان للأول فانه قائل نعم وكأنك قلت مررت برجل ملازم فاذا قال ذلك قلت له فما بال التنوين وغير التنوين استويا حيث كانا للأول ، واختلفا حيث كانا للآخر وقد زعمت أنه يجري عليه اذا كان للآخر كمجراه اذا كان للأول ولو كان كما يزعمون لقلت مررت بعبد الله الملازمة أبوه ، لأن الصفة المعرفة تجرى على المعرفة كمجرى الصفة النكرة على النكرة ، ولو أنّ هذا القياس لم تكن العرب الموثوق بعربيتهم تقوله لم يلتفت اليه ولكنّا سمعناها تنشد هذا البيت جرا (وهو قول ابن ميادة المرّى من غطفان) : [كامل]
(١) وارتشن حين أردن أن يرميننا |
|
نبلا مقذّذة بغير قداح |
ونظرن من خلل السّتور بأعين |
|
مرضى مخالطها السّقام صحاح |
سمعنا من العرب من يرويه ويروى القصيدة التي فيها هذا البيت لم يلقّنه أحد هكذا ، وأنشد غيره من العرب بيتا آخر فأجروه هذا المجرى (وهو قول الاخطل) [طويل]
(٢) حمين العراقيب العصا وتركنه |
|
به نفس عال مخالطه بهر |
فالعمل الذي لم يقع والعمل الواقع الثابت في هذا الباب سواء ، وهو القياس وقول العرب ، فان زعموا أن ناسا من العرب ينصبون هذا فهم ينصبون به داء مخالطه ، وهو
__________________
(٣٤٠) الشاهد في حمل مخالطها على الأعين وهي نكرة لما فيه من نية التنوين والخروج عن الاضافه ولذلك جرى مجرى الفعل فرفع ما بعده* وصف نساء يصبن القلوب بفتور أعينهن وحسنهن فجعل نظرهن كالسهام ، وجعل أشفارهن كالريش ، ثم حقق أنهن غير سهام فقال نبلا بلا ريش ولا بقداح ، ووصف عيونهن بالمرض لفتور جفونهن ثم بين أن فتورها لغير علة فقال صحاح ، وخلل الخدور فرجها أي هن مصونات لا ينظرن الا من وراء حجاب.
(٣٤١) الشاهد في قوله مخالطه بهرو جريه على قوله نفس لما فيه من نية التنوين كما تقدم والبهر مرتفع به على هذا التقدير ، ويجوز أن يكون رفعهما على الابتداء والخبر* وصف رواحل تحدي فيقول تحمى عراقيبها من عصا الحادي لسرعتها وهو يسرع في آثارها فقد علا نفسه وبهر لذلك.