وتقول كل لحما أو خبزا أو تمرا كأنك قلت كل أحد هذه الأشياء ، فهذا بمنزلة الذي قبله ، وإن نفيت هذا قلت لا تأكل خبزا او لحما أو تمرا كأنه قال لا تأكل شيئا من هذه الأشياء ونظير ذلك قوله عزوجل (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) أي لا تطع أحدا من هؤلاء وتقول كل خبزا أو تمرا أي لا تجمعهما ، ومثل ذلك أن تقول أدخل على زيد او عمرو أو خالد أي لا تدخل على أكثر من واحد من هؤلاء ، وان شئت جئت به على معنى ادخل على هذا الضرب ، وتقول خذه بما عزّ أو هان كأنه قال خذه بهذا أو بهذا اي لا يفوتنّك على حال ومن العرب من يقول خذه بما عز وهان أي خذه بالعزيز والهيّن ، وكلّ واحدة منهما تجزىء عن اختها ، وتقول لأضربنّه ذهب أو مكث كأنه قال لأضربنّه ذاهبا أو ماكثا ولا ضربنّه إن ذهب أو مكث ، وقال زيادة ابن زيد العذرىّ :
(١) اذا ما انته علمي تناهيت عنده |
|
أطال فأملى أو تناهى فأقصرا |
وقال :
(٢) ولست أبالي بعد يوم مطرّف |
|
حتوف المنايا أكثرت أو أقلّت |
وزعم الخليل أنه يجوز لأضربنّه أذهب أم مكث ، وقال الدليل على ذلك أنك تقول لأضربنّك أيّ ذلك كان ، وإنما فارق هذا سواء وما أبالي ، لأنك اذا قلت سواء علىّ أذهب أم مكث فهذا الكلام في موضع سواء عليّ هذان ، وإن قلت ما أبالي أذهب أم مكث
__________________
(٧٣٦) الشاهد دخول او لأحد الأمرين على حد قولك لأضربنه ذهب أو مكث أى لأضربنه على احدى الحالين ذاهبا او ماكثا وكذلك معنى أطال فأملي او تناهى فأقصرا أي انته حيث انته بي العلم ولا أتخطاه مطيلا كان أو مقصرا ؛ ومعنى أطال صار الى طول المدة واقصر صار بي الى قصرها واملي من الملي ؛ وهو الزمن الطويل.
(٧٣٧) الشاهد في قوله او أقلت والقول فيه كالقول في الذي قبله يقول لا أبالي بعد فقده كثرة من افقد او قلته لعظم رزيته وصغر كل رزء عنده واضاف الحتوف الى المنايا توكيدا وسوّغ ذلك اختلاف اللفظين.