(١) نحن الفوارس يوم الحنو ضاحية |
|
جنبى فطيمة لا ميل ولا عزل |
فهذا كلّه انتصب على ما هو فيه وهو غيره وصار بمنزلة المنوّن الذي يعمل فيما بعده نحو العشرين ونحو قوله هو خير منك عملا فصار هو خلفك وزيد خلفك بمنزلة ذاك والعامل في خلف الذي هو موضع له والذي هو في موضع خبره كما أنك اذا قلت عبد الله أخوك فالآخر قد رفعه الأوّل وعمل فيه ، وبه استغنى الكلام وهو منفصل منه. ومن ذلك قول العرب هو موضعه وهو مكانه وهذا مكان هذا وهذا رجل مكانك اذا أردت البدل كأنك قلت هذا في مكان ذا وهذا رجل في مكانك ويقال للرجل اذهب معك بفلان فيقول معي رجل يكون بدلا منه ويغنى غناءه ويكون في مكانه.
واعلم أنّ هذه الأشياء كلّها انتصابها من وجه واحد ومثل ذلك هو صددك وهو سقبك وهو قربك ، واعلم أنّ هذه الأشياء كلّها قد تكون أسماء غير ظروف بمنزلة زيد وعمرو وسمعنا من العرب من يقول دارك ذات اليمين ، قال الشاعر (وهو لبيد بن ربيعة) : [كامل]
(٢) فغدت كلا الفرجين تحسب أنه |
|
مولى المخافة خلفها وأمامها |
_________________
(٣١٣) الشاهد فيه نصب جنبي فطيمة على الظرفية وفطيمة موضع كانت لهم فيه وقعة فيقول أبلينا في هذا اليوم ، والحنو موضع بعينه والضاحية البارزة والميل الذين لا يثبتون على السروج واحدهم أميل ، والعزل جمع أعزل وهو الذي لا سلاح معه ، وحرك الزاي ضرورة.
(٣١٤) الشاهد فيه رفع خلفها وأمامها اتساعا ومجازا والمستعمل فيهما الظرف ، ورفعهما على البدل من كلا والتقدير فغدت خلفها وامامها تحسبهما مولى المخافة وكلا في موضع رفع بالابتداء وتحسب مع ما بعدها في موضع الخبر والهاء من أنه عائدة على كلا لانه اسم واحد في معنى التثنية فحمل ضميره على لفظه ومولى المخافة خبر لأن معناه موضع المخافة ومستقرها من قول الله عزوجل (مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ) أي هي مستقركم الاولى بكم* وصف بقرة فقدت ولدها أو أحست بصائد فهي خائفة حذرة تحسب كلا طريقيها من خلفها وامامها مكمنا له يغترها منه ، والفرج هنا موضع المخافة ، وهو مثل الثغر وثناه لانه أراد ما تخاف منه خلفها وامامها.