ومن ذلك أيضا هذا سواءك وهذا رجل سواءك فهذا بمنزلة مكانك اذا جعلته في معنى بدلك ولا يكون اسما إلا في الشعر ، قال بعض العرب لما اضطرّ في الشعر جعله بمنزلة غير ، وقال الشاعر (وهو رجل من الأنصار) : [طويل]
ولا ينطق الفحشاء من كان منهم |
|
اذا قعدوا منا ولا من سوائنا (١) |
وقال الآخر (وهو الأعشى) : [طويل]
تجانف عن جوّ اليمامة ناقتي |
|
وما عدلت من أهلها لسوائكا (٢) |
ومثل ذلك أنت كعبد الله كأنه يقول أنت كعبد الله أي أنت في حال كعبد الله فأجرى مجرى بعبد الله إلا أن ناسا من العرب اذا اضطرّوا في الشعر جعلوها منزلة مثل ، قال الراجز (وهو حميد الأرقط) :
(٣) * فصيّروا مثل كعصف مأكول*
وقال خطام المجاشعي : [رجز]
* وصاليات ككما يؤثفين* (٤)
ويدلك على أن سواءك وكزيد بمنزلة الظروف أنك تقول مررت بمن سواءك والذي كزيد فحسن هذا كحسن من فيها والذي فيها ، ولا تحسن الأسماء هيهنا ولا تكثر في الكلام ، لو قلت مررت بمن فاضل أو الذي صالح كان قبيحا فهكذا مجرى كزيد وسواءك وتقول كيف أنت اذا أقبل قبلك ونحى نحوك كأنه قال كيف أنت اذا أريدت ناحيتك وأريد ما عندك حين قال اذا نحى نحوك وأما حين قال أقبل
__________________
(١) تقدم شرحه في ص ٢١ رقم ١٧.
(٢) تقدم شرحه في ص ٢١ رقم ١٨.
(٣١٥) الشاهد فيه ادخال مثل على الكاف وان كان حرفا لأنها في معنى مثل فأخرجها اليها وألحقها بنوعها من الاسماء ضرورة والتقدير فصيروا مثل مثل عصف مأكول ، وجاز الجمع بين مثل والكاف جوازا حسنا لاختلاف لفظهما مع ما قصده من المبالغة في التشبيه ولو المثل لم يحسن* وصف قوما استئصلوا فشبههم بالعصف الذي أكل حبه والعصف التبن.
(٣) تقدم شرحه في ص ٢٢ رقم ١٩.