أي ولكن سيوفهم بهن فلول ، وقال النابغة الجعدي : [طويل]
(١) فتى كملت خيراته غير أنه |
|
جواد فما يبقي من المال باقيا |
كأنه قال ولكنه مع ذلك جواد ، ومثل ذلك قول الفرزدق : [طويل]
(٢) وما سجنوني غير أني ابن غالب |
|
وامى من الأثرين غير الزعانف |
كأنه قال ولكني ابن غالب ، ومثل ذا في الشعر كثير ، ومثل ذلك قوله (وهو قول بعض بني مازن يقال له عنز بن دجاجة المازني) : [كامل]
(٣) من كان أشرك في تفرّق فالج |
|
فلبونه جربت معا وأغدّت |
إلا كناشرة الذي ضيّعتم |
|
كالغصن في غلوائه المتنبّت |
__________________
(٥٥٣) الشاهد فيه نصب غير على الاستثناء المنقطع والقول فيه كالقول في الذي قبله ومعناه قريب من معناه لأنه استثنى جوده واتلافه للمال من الخيرات التي كملت له مبالغة في المدح فجعلهما في اللفظ كأنهما من غير الخيرات كما جعل تفلل السيوف كأنه من العيوب.
(٥٥٤) الشاهد فيه نصب غير على الاستثناء المنقطع كما تقدم والمعنى وما سجنوني ولكني ابن غالب ، هذا هو مذهب سيبويه وهذا التقدير يوجب أنه لم يسجن والمعروف ان خالد بن عبد الله القسري سجنه فقال هذا الشعر يستعدي عليه هشام بن عبد الملك وقبله :
فان كنت محبوسا بغير جريرة* |
|
فقد أخذوني آمنا غير خالف |
وقد رد عليه المبرد حمله على الاستثناء وزعم أن غيرا منصوبة على المفعول له ، والمعنى عنده ما سجنوني لغير شرفي حسدا لي ، وهذا الرد غير صحيح لأنك لو قلت ما ضربتك غير أنك شتمتني لم يجز اذا أردت معنى ما ضربتك إلا أنك شتمتني ، لم يجز حتى تقول ما ضربتك لغير شتمك اياى والصحيح ما ذهب اليه سيبويه من معنى لكن على ما تقدم في الباب ، ويجعل سجنه غير معدود عنده سجنا لأنه لم ينقصه ولا حط من شرفه ولا أذل عزه لأن من كان عنده منتسبا الى مثل أبيه غالب ومنتميا الى مثل قومه الأشراف لا يبالي ما جرى عليه من حبس وغيره وقوله الأثرين هو جمع الأثرى وهو الكثير العدد والزعانف الأدعياء الملصقون بالصميم وأصل الزعانف أجنحة السمك واحدتها زعنفة بالكسر وحكاها المبرد بالفتح والكسر أعرف.
(٥٥٥) الشاهد في قوله إلا كناشرة ونصبه على الاستثناء المنقطع والمعنى لكن مثل ـ