جيدة نصبوها كما جرّوها حين قالوا امرر على أيّهم أفضل فأجراها هؤلاء مجرى الذي اذا قلت اضرب الذي الذي أفضل لأنك تنزل أي ومن منزلة الذي في غير الجزاء والاستفهام ، وزعم الخليل أن أيّهم وقع في اضرب أيّهم افضل على انه حكاية كأنه قال اضرب الذي يقال له أيّهم افضل وشبّهه بقوله : [كامل]
ولقد أبيت من الفتاة بمنزل |
|
فأبيت لا حرج ولا محروم |
واما يونس فيزعم انه بمنزلة قولك أشهد إنك لرسول الله واضرب معلّقة ، وارى قولهم اضرب ايّهم افضل على انهم جعلوا هذه الضمّة بمنزلة الفتحة في خمسة عشر وبمنزلة الفتحة في الآن حين قالوا من الآن الى غد ففعلوا ذلك بأيّهم حين جاء مجيأ لم تجيء اخواته عليه إلا قليلا واستعمل استعمالا لم تستعمله اخواته إلا ضعيفا ، وذلك انه لا يكاد عربي يقول الذي افضل فاضرب واضرب الذي افضل حتى يقول هو ولا يقول هات احسن حتى يقول ما هو احسن فلما كانت اخواته مفارقة له لا تستعمل ، كما استعمل خالفوا باعرابها اذا استعملوه على غير ما استعملت عليه أخواته إلّا قليلا كما انّ قولك يا الله لمّا خالفت سائر ما فيه الألف واللام لم يحذفوا الفه ، وكما انّ ليس لمّا خالفت سائر الفعل ، ولم تصرف تصرّف الفعل تركت على هذه الحال ، وجاز سقوط هو في أيّهم كما قال لا عليك تخفيفا ولم يجز في اخواته إلّا قليلا ضعيفا واما الذين نصبوا فقاسوه وقالوا هو بمنزلة قولنا اضرب الذين افضل اذا اثرنا ان ان نتكلّم به وهذا لا يرفعه احد ، ومن قال امرر على ايّهم افضل قال امرر بأيّهم افضل وهما سواء ، واذا جاء ايّهم مجيأ يحسن على ذلك المجيء اخواته ويكثرن رجع الى الأصل والى القياس كما ردّوا ما زيد إلا منطلق الى الأصل والى القياس وتفسير الخليل ذلك الأوّل بعيد إنما يجوز في شعر أو فى اضطرار ولو ساغ هذا في الأسماء لجاز أن تقول اضرب الفاسق الخبيث تريد الذي يقال له الفاسق الخبيث ، وأما قول يونس فلا يشبهه أشهد إنك لزيد وسترى بيان ذلك في باب إنّ وأنّ ومن قولهما اضرب أيّ أفضل ، وأما غيرهما فيقول اضرب أيّا أفضل ، يقيس ذا على الذي وما أشبهه من الكلام ويسلّم ذلك الضمّة في المضافة لقول