(١) تواهق رجلاها يداها ورأسه |
|
لها قتب خلف الحقيبة رادف |
وإنشاد بعضهم ، للحرث بن نهيك : [طويل]
(٢) ليبك يزيد ضارع لخصومة |
|
ومختبط ممّا تطيح الطّوائح |
لمّا قال ليبك يزيد كان فيه معنى ليبك يزيد كما كان في القدم أنها مسالمة كأنه قال ليبكه ضارع ، ومن ذلك قول عبد العزيز الكلابيّ : [وافر]
(٣) وجدنا الصّالحين لهم جزاء |
|
وجنّات وعينا سلسبيلا |
لأنّ الوجدان مشتمل في المعنى على الجزاء فحمل الآخر على المعنى ولو نصب الجزاء كما نصب السباع لجاز ، وقال : [رجز]
__________________
(٢٣١) الشاهد فيه رفع اليدين حملا على المعني لأن الرجلين لما لابستهما بالمواهقة وهي الملاحقة والمداركة لابستهما اليدان بالمواصلة للسير والمسابقة ، وقد غلط سيبويه في جواز هذا لان الكلام غير تام دون اليدين فيحملان على المعني ولان المواهقة لا تصح الا للرجلين لانهما التابعتان لليدين اللاحقتان لهما وقد بينت التباس فعل بعضهما ببعض ، فلذلك جاز ما ذهب اليه سيبويه على بعده* وصف حمار وحش وأتانا يسوقها الى الوجه الذي يريده ويزعجها نحوه فرأسه في موضع الحقيبة منها وهي مؤخر الرحل فهو كالقتب الموضوع خلفها ، والرادف من ردفت الشىء اذا صرت خلفه.
(٢٣٢) الشاهد فيه رفع الضارع باضمار فعل دل عليه ما قبله كأنه لما قال ليبك يزيد علم أن ثم باكيا يبكيه يجب بكاؤه عليه فكأنه قال ليبك ضارع لخصومة ومختبط محتاج* وصف أنه كان مقيما لحجة المظلوم ناصرا له ومواسيا للفقير المحتاج مفضلا عليه والضارع الذليل الخاضع والمختبط الطالب المعروف وأصل الاختباط ضرب الشجر للابل ليسقط ورقها فتعلفه الابل ، ومعنى تطيح تذهب وتهلك ، يقال أطاحته السنون اذا ذهبت به في طلب الرزق أو أهلكته ، وكان ينبغى أن يقول المطاوح لانه جمع مطيحة فجمعه على حذف الزيادة ، كما قال جل وعز (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) واحدتها ملقحة.
(٢٣٣) الشاهد فيه حمل الحنات والعين على المعنى ونصبهما باضمار فعل كما تقدم ، والتقدير وجدنا لهم جنات وعينا سلسبيلا والسلسبيل السلس العذاب ولو نصب الجزاء على ما تقدم لجاز على قبحه لانه داخل في الوجدان.