وقال قيس بن ذريح : [وافر]
(١) تكنّفني الوشاة فأزعجوني |
|
فيا للنّاس للواشي المطاع |
وقالوا يا لله يا للناس اذا كانت الاستغاثة به فالواحد والجميع فيها سواء ، وقال الآخر
(٢) يا لقوم من للعلى والمساعي |
|
يا لقوم من للنّدى والسمّاح |
يا لعطّافنا ويا لرياح |
|
وأبي الحشرج الفتى النّفّاح |
ألا تراهم كيف سوّوابين الواحد والجميع ، وأمّا في التعجّب فقوله (وهو فرّار الأسدى)
(٣) لخطّاب ليلى يا لبرثن منكم |
|
أدلّ وأمضى من سليك المقانب |
وقالوا يا للعجب ويا للفليقة ، كأنهم رأوا أمرا عجبا فقالوا يا لبرثن أي مثلكم دعي للعظائم ، وقالوا يا للعجب يا للماء أو رأوا ماء كثيرا كأنه يقول تعال يا عجب أو تعال يا ماء فانه من أيّامك وزمانك ، ومثل ذلك قولهم يا للدّوا هي أي تعالين فانه لا يستنكر لكن لأنه من أحيانكن ، وكلّ هذا في معنى التعجب والاستغاثة وإلّا
__________________
(٤٧١) الشاهد في قوله فيا للناس للواشي والقول فيه كالقول في الذي قبله ومعنى تكنفني أحاطوا بي ، والكنف الجانب والوشاة النمامون لأنهم يزينون الباطل واحدهم واش واصله من الوشى ، ومعنى أزعجوني روّعوني وأصل الازعاج تحريك الشيء وحثه والمرتاع تتحرك نفسه.
(٤٧٢) الشاهد فيه ادخال لام الاستغاثة على الأسماء وفتحها للعلة المتقدمة* رثى رجالا من قومه فيقول لم يبق للعلى والمساعى من يقوم بها بعدهم ، والنفاح الكثير العطاء ، ويروى الوضاح وهو المشهور الكرم ، والوضح البياض أي هو من الشهرة كالأغر من الخيل.
(٤٧٣) الشاهد فيه ادخال لام الاستغاثة على برثن متعجبا لا مستغيثا بهم وكانوا قد دخلوا امرأته وأفسدوها عليه فقال لهم هذا متعجبا من فعلهم ، وجعلهم في الاهتداء الى افسادها والتلطف في تغيرها عليه واستمالتها أهدى من السليك بن السلكة في الفلوات وهو أحد رجيلي العرب وصعاليكهم ، وهو من مقاعس من بني سعد بن زيد مناة من تميم والمقانب جماعات الخيل واحدها مقنب وبعد هذا :
تزورونها ولا أزور نساءكم |
|
ألهفى لأولاد الاماء الحواطب |