صاحب الشافعى ، نسبته إلى قبيلة من العرب تسمى مزينة (١) ، وهو مصرى ، كان من كبار العلماء ، جمع بين العلم والزهد والورع والعبادة (٢).
وروى (٣) عنه أبو جعفر الطحاوى ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأحمد بن محمد بن حسين الصابونى ، وعبد الرحمن بن أبى حاتم الدّارى ، وأحمد بن عبد الرحمن الجارود ، وغيرهم. وكان من الثقات ، وكان أنقل أصحاب الشافعى لأقواله ، وكان زاهدا ، ورعا ، محجاجا ، مجتهدا ، غوّاصا على دقائق الفقه ، عارفا بنكته.
قال الأنماطى : قال المزنى : أنا منذ (٤) خمسين سنة أنظر فى كتاب الرسالة للشافعى ، ما نظرت فيه مرة إلّا استفدت منه ما لم أستفد قبل.
وكان كثير العبادة ، ملازما للسّنّة ، من أعرف الناس بإرادات الشافعى (٥) ، بحيث يقدّم نقله عنه على كل نقل ، وذلك لعدالته وتحقيقه لمذهبه. وعنه انتشر مذهب الشافعى انتشارا كبيرا (٦) ، وذلك بإشارة الشافعى حيث قال : «المزنى صدرى .. المزنى ناصر مذهبى».
وكان المزنى قبل دخول الشافعى [مصر](٧) بليدا ، لا إلمام له بالعلم ، فلما دخل الشافعى رأى الناس يزدحمون عليه ، فقال : ما بال الناس يزدحمون على هذا الرجل الحجازىّ؟ قالوا : لعلمه. فقال : وما لى لا أقرأ العلم.
__________________
(١) فى «م» : «مزينة ، وهم جمع كثير».
(٢) هكذا فى «ص» .. وفى «م» : «أزهد علماء مصر ، وإمام الشافعيين فى وقته ، تفرّد عن الشافعى برواية كتاب السنن وأحاديث من المأثور ، يقال إنها ألف حديث ، يرويها عنه أبو جعفر الطحاوى.
(٣) من هنا إلى قوله : «ثم يرجع» عن «م» وساقط من «ص».
(٤) فى «م» : «من منذ».
(٥) أى : أعرفهم بطرقه وفتاويه وما ينقله عنه.
(٦) فى «م» : «كليّا».
(٧) ما بين المعقوفتين عن السخاوى.