وأخبرنا قاضى بلده نصر بن محمد بن أحمد قال : سمعت أبا علىّ الرّوذبارىّ يقول : سمعت بحرا (١) يقول : قال المزنى : خرجت [إلى](٢) «البرلس» أطلب الميرة (٣) ، فمررت بقوم يشربون النبيذ على شاطىء البحر ، والملاهى تخرج إليهم من باب دار بحذائهم ، فهممت أن أعظهم وأنكر عليهم ، فخشيت الضّرر بالرّكب ، فلما رجعت رأيت باب الدار مسدودا! فذكرت قول الشاعر :
قد شاب رأسى ورأس الحرص لم يشب |
|
إنّ الحريص على الدّنيا لفى تعب |
بالله ربّك كم بيت مررت به |
|
قد كان يعمر باللّذّات والطّرب (٤) |
طارت عقاب المنايا فى جوانبه |
|
فصار من بعده بالويل والحرب (٥) |
فقلت (٦) أنشدك ما هو أحسن من هذا؟ فقال : هات يا بحر (٧). فقلت عند ذلك :
نراع إذا الجنائز قابلتنا |
|
ونغفل حين تبدو ذاهبات (٨) |
__________________
والنار لا تطهره». وفى «م» : «السرقين» مكان «السّرجين» وهى لفظة معربة بمعنى الزبل.
(١) فى «م» : «بحر» لا تصح ، والصواب بالنصب ، وهو بحر بن نصر بن سابق [انظر ترجمته فى طبقات الشافعية ج ٢ ص ١١٠].
(٢) ما بين المعقوفتين من عندنا لاستقامة المعنى.
(٣) فى «م» : «الميرة التى هى الطعام».
(٤) فى «م» : «وكان يعمر» وما أثبتناه هنا عن «سراج الملوك» وفيه : «كم قصر مررت به» مكان : «كم بيت ...».
(٥) فى «م» : «دارت» مكان «طارت» وما أثبتناه عن المصدر السابق ، وفيه : «فصاح» مكان «فصار».
(٦) القائل هو بحر بن نصر.
(٧) فى «م» : «يا بن بحر» تحريف.
(٨) الشطرة الثانية من البيت فى عيون الأخبار ج ٣ ص ٧١ (المجلد الثانى): «ونلهو حين تخفى ذاهبات».