الغيبى (١) ، لطلب [الزيادات ، فانكشف لهم من مدخور الخزائن تحت كل ذرّة من ذرّات الوجود](٢) علم مكنون ، وسرّ مخزون ، وسبب متّصل بحضرة القدس ، يدخلون منه على سيّدهم ـ عزّ وجلّ ـ فأراهم من عجائب ما عنده مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر».
ومنه : «من لم يجد فى قلبه زاجرا فهو خراب ، ومن عرف نفسه لم يغترّ بثناء الناس عليه ، ومن لم يصبر على صحبة مولاه ابتلاه الله بصحبة العبيد ، ومن انقطعت آماله ـ إلّا من مولاه ـ فهو عبد حقيقة. والدّعوى من رؤية النفس ، واستلذاذه بالبلاء تحقيق بالرّضا. وحلية العارف الخشية والهيبة ، وإياكم ومحاكاة أصحاب الأحوال قبل إحكام الطّريق وتمكّن الأقدام ، فإنّها تقطع بكم [عن السّير](٣) ، ودليل تخليطك صحبتك للمخلطين (٤) ، ودليل بطالتك ركونك للبطّالين ، ودليل وحشتك أنسك بالمستوحشين.
وكان يتمثل بهذه الأبيات :
يا غارس الحبّ بين الجلد والكبد |
|
هتكت بالصّدّ ستر الصّبر والجلد |
يا من يقوم مقام الموت فرقته |
|
ومن يحلّ محلّ الرّوح فى الجسد |
قد جاوز الحبّ بى أعلى مراتبه |
|
فلو طلبت مزيدا منه لم أجد |
إذا دعا النّاس قلبى عنك مال به |
|
حسن الرّجاء فلم يصدر ولم يرد (٥) |
إن توفنى لم أرد ما دمت فى بلد |
|
وإن تغيّرت لم أسكن إلى أحد |
__________________
(١) فى طبقات الشعرانى : «العينى» مكان «الغيبى».
(٢) ما بين المعقوفتين عن المصدر السابق وساقط من «م».
(٣) ما بين المعقوفتين عن المصدر السابق.
(٤) فى «م» : «لصحبة المخلصين» وما أثبتناه عن المصدر السابق.
(٥) يصدر : يرجع وينصرف. ويرد ، من ورد المكان ، أى : أشرف عليه.