وحديثه مع ابن جابار مشهور ، وهو من عزيز مناقبه ، وقد ذكر فى أخبار ابن جابار فيما تقدم.
وحكى أبو جعفر المنطقى (١) قال : دعانى كافور يوما وقال لى : أتعرف منجّما كان يجلس عند دار فلان؟ فقلت : نعم. فقال : ما حاله (٢)؟ قلت : مات منذ سنين كثيرة. فقال : اعلم أنّى كنت (٣) مررت عليه يوما فدعانى وقال لى : أنظر لك؟ قلت : افعل. فنظر ثم قال : ستملك هذه المدينة وتأمر فيها وتنهى. وكان معى درهمان (٤) فدفعتهما إليه ، فقال : ما هذا (٥)؟ فقلت : ما معى غيرهما (٦). فقال : وإنّ يدك (٧) ستملك هذه المدينة وغيرها ، وتبلغ مبلغا عظيما ، فاذكرنى. وانصرفت [بعد أن عاهدته على الوفاء والإحسان](٨) ، فلما نمت البارحة رأيته فى منامى وهو يقول لى : ما على هذا فارقتنى! فأريد أن تمضى (٩) وتسأل عن حاله ، وهل له ورثة (١٠)؟.
فمضيت إلى داره التى كان يسكنها ، فسألت عنه ، فقيل لى : له ابنتان (١١) ، إحداهما متزوجة والأخرى لم تتزوج ، وهى بكر ، فعدت إليه
__________________
(١) فى «م» : «النطقى».
(٢) فى «ص» : «ما فعل؟».
(٣) فى «م» : «قد كنت».
(٤) فى «ص» : «درهمين». وفى «م» : «وكان معى من الفلوس درهمين» وكلاهما خطأ ، والصواب ما أثبتناه ، اسم كان مرفوع بالألف لأنه مثنى.
(٥) فى «ص» : «أى شىء هذا؟».
(٦) فى «م» : «غير هذين».
(٧) فى «م» : «وأزيدك».
(٨) ما بين المعقوفتين عن «م» ولم يرد فى «ص».
(٩) فى «م» : «تمضى إلى محلته».
(١٠) فى «ص» : «وهل خلّف له ورثة».
(١١) فى «م» : «إن له ابنتان» لا تصح ، والصواب : ابنتين ، اسم إن.