وحكى (١) عن بعضهم ، قال : حصلت لى ضائقة شديدة ، فتوسّلت إلى الله سبحانه وتعالى بأبى الحسن الدّينورىّ ، ففرّج عنّى.
وحصلت لزوجتى شدّة فى بعض الأوقات من الطّلق ، فأخذت إناء وجئت به إلى الشيخ ، وقلت : يا سيدى ، أريد أن تكتب لزوجتى شيئا لتسهيل الولادة ، فأخذ الإناء وكتب فيه : «بسم الله الرّحمن الرحيم» ، فانفلق الإناء. فمضيت وجئت بإناء آخر ، فكتب فيه ، فانفلق أيضا ، فعل ذلك ثلاث مرّات ، فقال : «يا بنّى ، لا تتعب نفسك ، لو جئتنى بكلّ إناء لم يكن إلّا كما ترى ، فإنّى عبد إذا ذكرت الله تعالى ذكرته بهيبة وحضور!».
وقال بعض أصحابه : اغتسلت يوم جمعة ، ولبست ثيابا حسنة ، وتطيّبت ، فعرضت لى زوجتى عند باب البيت ، وكنت حديث عهد بعرس ، فرجعت إلى البيت فغشيتها ، ثم اغتسلت ومضيت إلى الجامع ، فوقفت عند عمود خلف ظهر الشيخ بالجامع وقرأت ختما فى ركعة واحدة ، وكنت أفعل ذلك كثيرا فى يوم الجمعة ، وكنت إذا انصرفت لا يكلّمنى الشيخ ، فلما كان ذلك اليوم دعانى فقال لى : أما أنت حافظ القرآن؟ قلت : نعم. قال : وقرأت ختما فى هذه الرّكعة؟ قلت : نعم. قال : يا بنّى ، كيف تكون حافظا لكتاب الله تعالى وتغتسل للجمعة ثم تكون منك حالة تنقض طهارتك؟ أما استحييت من فساد الطّهارة؟ وما هذه الثياب الرفيعة؟ «إيش تعمل بهذه؟».
قال : فأطرقت حياء من هيبته ، ورجعت إلى منزلى ، فنزعت تلك الثّياب ولبست دونها.
ومن كراماته أنّ إنسانا كان ساكنا فى قيساريّة هشام بن عبد الملك ، فسأل بعض العلماء عن الصلاة فيها ، فقال : أحسبك ألّا تصلّى فيها ولا فى شىء من
__________________
(١) من هنا إلى قوله : «وتوفى عنده» عن «م» ولم يرد فى «ص». [انظر الهامش رقم (٤) ص ٥٩٢].