ـ فى جيوش أهل الشام ، ومعه (١) معاوية بن حديج وأصحابه (٢) فى صفر سنة ٣٨ ه. فاقتتلوا ، فانهزم محمد بن أبى بكر مع المصريين ، ودخل فاختبأ فى بيت مجنونة ، فلما أقبل معاوية بن حديج فى عسكره مرّ بالمجنونة صاحبة المنزل وهى قاعدة على الطريق ، وكان لها أخ فى الجيش ، فقالت : تريدون قتل أخى؟
قالوا : ما نقتله. قالت : فهذا محمد بن أبى بكر فى داخل بيتى! فدخلوا عليه فربطوه بالحبال وجرّوه على الأرض ، فلما جىء به بين يدى معاوية بن حديج ، قال له : احفظنى لأبى بكر. فقال له : قتلت من قومى ثمانين رجلا فى عثمان وأتركك وأنت صاحبه!
فقتله لأربع بقين من صفر ، وقيل : لأربع عشرة ليلة خلت من صفر المذكور سنة ٣٨ ه. وكان مولده عام حجة الوداع ، ولدته أمّه بالشجرة عند ذى الحليفة حيث (٣) أحرم رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، متوجّها إلى مكة.
ولمّا قتل أمر به معاوية أن يجرّ فى الطريق ويمرّ به على باب دار عمرو ابن العاص ، لما يعلم من كراهته لذلك (٤) ، وأمر به فأحرق بالنار (٥) فى جيفة حمار ، ودفن فى الموضع الذي قتل فيه. فلما كان بعد سنة جاء «زمام» غلامه فحفر عليه ، فلم يجد سوى رأسه ، فدفنه فى هذا المسجد. ويقال : إن الرأس فى القبلة.
وكانت ولاية محمد على مصر خمسة أشهر. وكانت عائشة أمّ المؤمنين ـ رضى الله عنها ـ قد أنفذت أخاها عبد الرحمن إلى عمرو بن العاص ، رضى الله عنه ، فى شأن محمد ، فاعتذر بأنّ الأمر لمعاوية بن حديج.
__________________
(١) فى «ص» : «ومعهم».
(٢) فى «م» : «وأصحابه مقدم الجيوش».
(٣) فى «م» : «حين».
(٤) فى «ص» : «من كراهته لقتله».
(٥) فى «م» : «ولمّا سحب أحرق بالنار».