القرآن هكذا ( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) (١) .
وبالتتبع نستشعر أن قراءات ابن الزبير التي شذ بها ترجع غالبيتها إلى عبقريات ابن الخطاب ، ولعل إرجاع ابن الزبير قراءاته لقراءة عمر أسلم له عند مواجهة الاعتراضات .
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ (وأيقن أنه الفراق) (٢) ، وهي في القرآن هكذا ( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ) (٣) .
أخرج عبد بن حميد عن ابن اسحق قال : في قراءة عبد الله (كأسا صفرا كان مزاجها) (٤) ، وهي في القرآن هكذا ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ) (٥) .
العجب من ابن مسعود الذي لا يفتأ يغير ألفاظ شراب الجنة إلى الأصفر ! وقد مرّت قراءته (صفراء لذة للشاربين) ، وما يدرينا لعل هذا مما علم به ابن مسعود في العرضة الأخيرة للقرآن التي عرضها عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فعلم ما نسخ وما بُدِّل ! كما يزعم أهل السنة .
___________
(١) المدثر : ٤٠ ـ ٤٢ .
(٢) الدر المنثور ٦ : ٢٩٥ .
(٣) القيامة : ٢٨ .
(٤) الدر المنثور ٦ : ٢٩٨ .
(٥) الإنسان : ٥ .