ومضامينه انتصارا لما هرّج به أبو حنيفة ، قال الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع :
ثم الجواز كما يثبت بالقراءة بالعربية يثبت بالقراءة الفارسية عند أبي حنيفة سواء كان يحسن العربية أو لا يحسن .
وقال : وأبو حنيفة يقول : إن الواجب في الصلاة قراءة القرآن من حيث هو لفظ دال على كلام الله تعالى الذي هو صفة قائمة به ، لما يتضمن من العبر والمواعظ والترغيب والترهيب والثناء والتعظيم ، لا من حيث هو لفظ عربي ، ومعنى الدلالة عليه لا يختلف بين لفظ ولفظ ، قال الله ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) (١) . وقال ( إِنَّ هَـٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ ) (٢) . ومعلوم أنه ما كان في كتبهم بهذا اللفظ بل بهذا المعنى .
وقال متماديا في غيه : ولو قرأ شيئا من التوراة أو الإنجيل أو الزبور في الصلاة إن تيقن أنه غير محرف يجوز عند أبي حنيفة لما قلنا (٣) .
هاهو القرآن تلاعب به سلفهم الصالح مع كونه عربيا ، ثم انبرى إمامهم أبو حنيفة لينزع عربيته ويصيره فارسيا أيضا ! بل ويمكن أن تقرأ به فارسيا في عمود الدين ! ولا ندري بماذا يأتينا الدهر ! (٤) ، ونحمد الله أن أبا
___________
(١) الشعراء : ١٩٦ .
(٢) الأعلى : ١٨ ـ ١٩ .
(٣) بدائع الصنائع ١ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ .
(٤)
ولذكر الصلاة عند الأحناف ننقل ما كتبه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٧ : ٤٨٦ ـ ٤٨٧
:
=