وفي تاريخ المدينة للنميري : حدثنا أحمد بن إبراهيم قال ، حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (١) ، وقوله ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) (٢) ، ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) (٣) وأشباه ذلك فقالت : أي بني ! إن الكتاب يخطئون (٤) .
وأخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال : كان أبي يقرأها (وما هو على الغيب بظنين) فقيل له في ذلك فقال : قالت عائشة : إن الكُتّاب يخطئون في المصاحف (٥) .
وهذه عائشة تدعي أن الكُتّاب أخطأوا في كتابة القرآن ! ، فإن كان كل من قال بتحريف القرآن كافرا عند الوهابية فقد كفرت عائشة !
أخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه ، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن اشته وابن الأنباري معا في المصاحف ، والدارقطني في الإفراد والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة : كيف كان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقرأ هذه الآية (والذين يؤتون ما أتوا)
___________
(١) طه : ٦٣ .
(٢) المائدة : ٦٩ .
(٣) النساء : ١٦٢ .
(٤) تاريخ المدينة لابن شبة النميري ٣ : ١٠١٣ ، هذا الإسناد رجاله ثقات .
(٥) الدر المنثور ٦ : ٣٢١ ، المصاحف لابن أبي داود : ٣٣ ـ ٣٤ ، الفراء في معاني القرآن ، ٢ : ١٨٣