على أنه يرى وقوع التحريف في هذه الآية ، فقد قال الفخر الرازي :
قرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر (إن هذين لساحران) ، قالوا : هي قراءة عثمان وعائشة وابن الزبير وسعيد بن جبير والحسن رضي الله تعالى عنه واحتج أبو عمرو وعيسى على ذلك بما روى هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها سئلت عن قوله : ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) وعن قوله : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ ) في المائدة وعن قوله : ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ) إلى قوله ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) فقالت : يا بن أُختي هذا خطأ من الكاتب .
وروي عن عثمان أنه نظر في المصحف فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها (١) .
وها هو يحتج على صحة قراءته المخالفة لكتابة المصحف بادعاء عائشة وقوع التحريف في هذا المكتوب على يد الكتّاب ! .
ويدل بصورة قاطعة على اعتقاده التحريف ما حكاه الإمام أبو عبيد عنه في مجاز القرآن :
( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٢) قال أبو عمرو وعيسى ويونس : (إن هذين لساحران) في اللفظ وكُتب ( هَـٰذَانِ ) كما يزيدون وينقصون في
___________
(١) التفسير الكبير للفخر الرازي ٢٢ : ٧٤ ، ط . دار الكتب العلمية .
(٢) طه : ٦٣ .