مصحفا به بعض الخطأ ـ وكثيرا ما يقع هذا ـ وسايرها على ذلك بعض قرّاء هذا المصحف ، لم يكن ذلك متعارضا مع حفظ الله تعالى له وإعلائه لشأنه (١) .
قال ابن الخطيب في الفرقان : قول عثمان بأن في كتابة المصحف لحنا : وقد جاء أن عثمان قال ـ حين عرض عليه المصحف في كَتْبَتِهِ الأخيرة ـ : أرى فيه لحنا ، وستقيمه العرب بألسنتها . ولا شك أن عثمان يقصد بذلك اللحن الذي ستقيمه العرب بألستنها : الخطأ البادي في الهجاء ، والتناقض الموجود في رسم المصحف القديم .
قول عائشة بخطأ كاتب المصحف الأول : روى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : ثلاثة أحرف في كتاب الله هي خطأ من الكاتب ( إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (٢) . و ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) (٣) . و ( لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ
___________
(١) الفرقان لابن الخطيب : ٤٥ ـ ٤٦ ، ط . دار الكتب العلمية . أقول : لكنه نسي أو تناسى أن الخطأ الذي زعمه في مصحفنا هو الثابت والأصل الذي لا يوجد له أصل آخر نرجع إليه فصار الخطأ ـ بزعمه ـ صحيحا في نظر المسلمين وهذا هو التحريف ، وليس الأمر كالخطأ العارض لنسخة منه في أي مطبعة !!
(٢) طه : ٦٣ .
(٣) المائدة : ٦٩ .