جعفر بن إياس ، عن سعيد ، عن ابن عباس ( حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ) قال : أخطأ الكاتب ، وكان ابن عباس يقرأ (حتى تستأذنوا وتسلموا) وكان يقرأها على قراءة أبي بن كعب .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا سفيان عن الأعمش أنه كان يقرأها (حتى تستأذنوا وتسلموا) قال سفيان : وبلغني أن ابن عباس كان يقرأها (حتى تستأذنوا وتسلموا) وقال : إنها خطأ من الكاتب .
قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا جعفر بن إياس عن سعيد ، عن ابن عباس : أنه كان يقرأها (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا) قال : وإنما ( تَسْتَأْنِسُوا ) وَهْمٌ من الكُتاب (١) .
وهنا اعتراف آخر للطبري بأن بعض سلفهم الصالح كان يرى وقوع التحريف في القرآن : اختلف أهل التأويل فيمن أخذ ميثاقه بالإيمان بمن جاءه من رسل الله مصدقا لما معه فقال بعضهم إنما أخذ الله بذلك ميثاق أهل الكتاب دون أنبيائهم ... ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ) (٢) . قال : هي خطأ من الكاتب ، وهي في قراءة ابن مسعود (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) .
___________
(١) جامع البيان للطبري ١٨ : ١٠ .
(٢) آل عمران : ٨١ .