فقلت ، قال : فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم .
قال الإمام العيني :
قوله (إن أخاك) يعني في الدين ، قوله (كذا وكذا) يعني أنهما ليستا من القرآن ، قوله (قيل لي) أي أنهما من القرآن ، وهذا كان مما اختلف فيه الصحابة ، ثم ارتفع الخلاف ووقع الإجماع عليه ، فلو أنكر اليوم أحد قرآنيتهما كفر (١) ، وقال بعضهم : ما كانت المسألة في قرآنيتهما ، بل في صفة من صفاتهما وخاصة من خاصتها ، ولا شك أن هذه الرواية تحتملهما ، فالحمل عليها أولى والله أعلم .
فإن قلتَ : قد أخرج أحمد وابن حبان من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بلفظ : أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه . وأخرج عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن ابن إسحاق ، عن عبد الرحمان بن يزيد النخعي قال : كان عبد الله بن مسعود
___________
(١) هذه الجملة دائما يكررونها ، وقد نقلناها سابقا من كلام الشوكاني وعلقنا عليها ، واعترافهم أن بعض الصحابة قد أنكر سورتين من القرآن كاف لإثبات اعتقاد بعض الصحابة تحريف القرآن ، وهو مرادنا ، وأما وقوع الاتفاق اليوم على قرآنيتهما وأن من أنكر شيئا منها فقد كفر فهذا غير صحيح ، لما سيأتي من نقل علامتهم البروسوي كلام بعض علماء الحنفية الذين ذهبوا إلى عدم تكفير من أنكر قرآنية المعوذتين لإنكار ابن مسعود لها ، وكذا ما ذكره البيهقي في سننه الكبرى ، وما ذكره العلامة ابن نجيم المصري زين بن إبراهيم في البحر الرائق عن اختلاف العلماء في كفر من أنكر المعوذتين .