والفاتحة من القرآن ، وأن من جهد منهما شيئا كفر ، وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح) ، ففيه نظر .
ثم قال : والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل ، بل الرواية صحيحة والتأويل مقبول (١) ، والإجماع الذي نقله إن أراد شموله لكل عصر فهو مخدوش ، وإن أراد استقراره فهو مقبول (٢) .
ويكفينا خدش ابن حجر في تحقق الإجماع لإثبات إنكار البعض لقرآنية المعوذتين ، وبقرينة نظره في ادعاء النووي بطلان ما نقل من إنكار ابن مسعود المعوذتين نعلم أن منبع الخدش في هذا الإجماع هو إنكار ابن مسعود للمعوذتين .
وقد اعترف ابن حجر ضمنا بإنكار ابن مسعود للمعوذتين حينما مرر جوابا سخيفا حسب أنه تخلص به من إشكال الفخر الرازي ، فقال ابن حجر : وأجيب باحتمال أنه كان متواترا في عصر ابن مسعود ، لكن لم يتواتر عند ابن مسعود فانحلت العقدة بعون الله تعالى (٣) .
فابن حجر لم يدع انحلال عقدة التكفير إلا بعد تسليمه المسبق بإنكار ابن مسعود للمعوذتين وإلا لما وجدت العقدة ! ، ويكفينا اعترافه بإنكار ابن
___________
(١) أي إن فكرة تأويل كلام ابن مسعود أمر مقبول في نفسه ، وعدم إمكان تأويله لا يصحح الطعن في الروايات الصحيحة لقوله (والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل) .
(٢) فتح الباري ٨ : ٧٤٣ .
(٣) فتح الباري ٨ : ٧٤٣ ، وقد مر الجواب عن تخريج ابن حجر الفاسد وعدم معقوليته .