الصحابة قد التزموا تحريف القرآن ودانوا به ، وهذا نص كلامه :
فإن ذكر ذاكر الرواية الثابتة بقراءات منكرة صححت عن طائفة من الصحابة رضي الله عنهم مثل ما روي عن أبي بكر الصديق (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الحَقِّ بالموتِ) . ومثل ما صح عن عمر من قراءة (صِراطَ مَنْ أَنعَمْتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَغَيْرِ الضَّالِّينَ) . ومن أن ابن مسعود لم يعد المعوذتين من القرآن . وأن أبيا رضي الله عنه كان يعد القنوت من القرآن ونحو هذا .
قلنا : كل ذلك موقوف على من روى عنه شيء ليس منه ، عن النبي صلّی الله عليه [ وآله ] وسلم البتة ، ونحن لا ننكر على من دون رسول الله صلّی الله عليه [ وآله ] وسلم الخطأ ، فقد هتفنا به هتفا ، ولا حجة فيما روي عن أحد دونه عليه السلام ولم يكلفنا الله تعالی الطاعة له ولا أمرنا بالعمل به ولا تكفل بحفظه ، فالخطأ فيه واقع فيما يكون من الصاحب فمن دونه ممن روى عن الصاحب والتابع ولا معارضة لنا بشيء من ذلك وبالله تعالی التوفيق
وإنما تلزم هذه المعارضة من يقول بتقليد الصاحب على ما صح عن رسول الله صلّی الله عليه [ وآله ] وسلم وعلى القرآن ، فهم الذين يلزمهم التخلص من هذه المذلة ، وأما نحن فلا والحمد لله رب العالمين (١) .
صدق ابن حزم ، فإنها لعمري مذلة ، وأي مذلة !!
___________
(١) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم ٤ : ٥٥٨ . أقول : قصد بكلامه الأخير مذاهب أهل السنة الأربعة .