تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا ، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجة بالنقل المتواتر (١) .
ولسنا بحاجة لطلب الدليل من ابن تيمية وأتباعه على أن التواتر لم يبلغ هؤلاء المنكرين ، إذ من هوان الدنيا على الله مخاطبة من يدعي أن القرآن قد تواتر عنده ، ولم يتواتر عند الصحابة كابن مسعود معلم القرآن وصاحب العرض الأخير للقرآن ! ، ولم يتواتر كذلك عند سيد القراء أُبيّ بن كعب وهو من أمر رسول الله صلی الله عليه وآله وسلّم الصحابة استقراءه القرآن كما في البخاري ، وكذلك كان ابن مسعود ، ولم يتواتر كذلك عند حبر الأمة
___________
=
القائلين بالتحريف كلمة مخطئين ... وهل كلمة مخطئ تكفي إذا قالوها عمن قال بتحريف القرآن ؟! إن الذي يخالف بمسألة اجتهادية فقهية يقال له مخطئ أما ما ينكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة فهذا ـ كبعض الصحابة الذين أشار لكلماتهم ابن تيمية ـ أقل ما يقال فيه كافر أو ملحد أو زنديق أو منافق أو طاغوت أو مرتد أو ما شابه هذه الألفاظ) ، أقول مع أن شيخ إسلامهم ابن تيمية يقولها ولا من نكير ! ناهيك عن أن إنكار هؤلاء السلف أشنع لأنهم أنكروا الموجود وأضافوا غيره ، أي هو حذف من القرآن مع الزيادة ! بخلاف بعض الشيعة الذين قالوا بنقصه فقط ، وهكذا الشيعة على مر العصور يستضعفون بالباطل ، قال تعالى : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) (القصص : ٥ ـ ٦) صدق الله العلي العظيم .
(١) مجموع فتاوی ابن تيمية ١٢ : ٤٩٢ مطابع الرياض ، ط . الأُولى ١٣٨٢ هـ .