أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلی الله عليه [ وآله ] وسلم (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليا مولی المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (١)
هذه القراءة تشهد بأن اختصاص علي بن أبي طالب عليه السلام بولاية المؤمنين كان أمرا متعارفا عليه بينهم حتی صارت قراءة يقرأون بها على عهد رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم بقرينة قوله (كنا نقرأ) ، وتدل أيضا على أن نزول هذه الآية كان لتثبيت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام على جميع الصحابة ، كما جاءت الأخبار أن الرسول صلی الله عليه وآله وسلم قام في غدير خم رافعا عضد علي عليه السلام معلنا برفيع صوته (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) .
وهذه الرواية أشكل من روايات الكافي ، وذلك لأن روايات الكافي لم تصرّح بأن الإمام عليه السلام كان يقرأ الزيادة كقرآن ، بخلاف هذه التي فيها أن ابن مسعود كان يقرأ الآية بهذا الشكل ، وما أنزل الله قرآنا خاليا من التنزيل هو ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (٢) والتنزيل هو ما كان يقرأ به ابن مسعود وغيره من الصحابه بإضافة مقطع (أن عليا مولى المؤمنين) .
___________
(١) الدر المنثور ٢ : ٢٩٨ .
(٢) المائدة : ٦٧ .