قال ابن معين : لم يلق ابن جريج وهب بن منبه .
وقال أحمد بن حنبل : لم يلق عمرو بن شعيب في زكاة مال اليتيم ، ولا أبا الزناد .
قلت ـ الذهبي ـ : الرجل في نفسه ثقة ، حافظ ، لكنه يدلس بلفظة (عن) و (قال) قد كان صاحب تعبد وتهجد ، وما زال يطلب العلم حتى كبر وشاخ . وقد أخطأ من زعم أنه جاوز المئة ، بل ما جاوز الثمانين ، وقد كان شابا في أيام ملازمته لعطاء . وقد كان شيخ الحرم بعد الصحابة : عطاء ، ومجاهد وخلفهما : قيس بن سعد ، وابن جريج ، ثم تفرد بالإمامة ابن جريج ، فدون العلم ، وحمل عنه الناس ، وعليه تفقه مسلم بن خالد الزنجي ، وتفقه بالزنجي الإمام أبو عبد الله الشافعي . وكان الشافعي بصيرا بعلم ابن جريج ، عالما بدقائقه . وبعلم سفيان بن عينة . وروايات ابن جريج وافرة في الكتب الستة وفي مسند أحمد ومعجم الطبراني الأكبر ، وفي الإجزاء .
قال عبد الرزاق : كنت إذا رأيت ابن جريج ، علمت أنه يخشى الله .
قال أبو عاصم النبيل
: كان ابن جريج من العباد . كان يصوم الدهر سوى ثلاثة أيام من الشهر . وكان له امرأة عابدة . قال محمد بن عبد الله بن الحكم ، سمعت
الشافعي يقول : استمتع ابن جريج بتسعين امرأة ، حتى إنه كان يحتقن في الليل بأوقية شيرج طلبا للجماع . وروي عن عبد الرزاق قال : كان ابن جريج يخضب بالسواد ، ويتغلّى بالغالية ، وكان من ملوك القرّاء ، خرجنا معه وأتاه سائل ، فناوله دينارا . وبه قال أبو إسحاق ، قال ابن جريج : ما دون هذا العلم تدويني أحد ، جالست عمرو بن دينار بعد ما فرغت من عطاء سبع