أبو بكر عبد الرحمان بن عفان ، سمعت ابن عيينة في السنة التي أخذوا فيها بشرا المريسي بمنى ، فقام سفيان في المجلس مغضباً ، فقال : لقد تكلموا في القدر والاعتزال ، وأمرنا باجتناب القوم ، رأينا علماءنا ، هذا عمرو بن دينار ، وهذا محمد بن المنكدر ، حتى ذكر أيوب بن موسى ، والأعمش ، ومسعرا ، ما يعرفونه إلا كلام الله ، ولا نعرفه إلا كلام الله ، فمن قال غير ذا ، فعليه لعنة الله مرتين فما أشبه هذا بكلام النصارى فلا تجالسوهم .
قال المسيب بن واضح : سئل ابن عيينة عن الزهد : قال : الزهد فيما حرم الله . فأما ما أحل الله فقد أباحكه الله ، فإن النبيين قد نكحوا ، وركبوا ولبسوا ، وأكلوا ، لكن الله نهاهم عن شيء ، فانتهوا عنه ، وكانوا به زهاداً .
وعن ابن عيينة قال : إنما كان عيسى ابن مريم لا يريد النساء ، لأنه لم يخلق من نطفة .
قال أحمد بن حنبل : حدثنا سفيان قال : لم يكن أحد فيما نعلم أشد تشبها بعيسى بن مريم من أبي ذر .
وروى علي بن حرب ، وسمعت سفيان بن عيينة في قوله : ( وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ) قال : الصالحون : هم أصحاب الحديث .
وروى أحمد بن زيد بن هارون ، حدثنا إبراهيم بن المنذر : سمعت ابن عيينة يقول : أنا أحق بالبكاء من الخطيئة ، هو يبكي على الشعر ، وأنا أبكي على الحديث .
قال شيخ الإسلام ـ أراد
ابن تيمية ـ عقيب هذا : أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث ، لأنه اختلط قبل موته بسنة . قلت ـ الذهبي ـ :