دعا إليه تشابه نقط أبي الأسود التي قصد منها إلى تيسير القراءة الصحيحة وضبط الكلمات مع نقط الإصلاح الثاني التي قصد منها إلى إعجام الحروف لتمييز المتشابه منها في الصورة بعضها عن بعض ، فقد اشتبهت نقط الشكل مع نقط الإعجام مع ما بينهما من اختلاف اللون ، وصعب على الكاتب استعمال مدادين مع ما في ذلك من ضياع للوقت ، فأجري الإصلاح الثالث في العصر العباسي الأول ، وأبدلت نقط الشكل التي وضعها أبو الأسود الدؤلي بعلامات أخرى فاخترع الخليل بن أحمد الشكل المستعمل الآن بأن كتب الضمة واو صغيرة فوق الحرف ، والفتحة ألفا ، والكسرة ياء والشدة رأس شين ، والسكون رأس خاء ، وهمزة القطع رأس عين ، ثم اختزل شكلها وزيد عليها حتى آلت إلى الشكل المعروف الآن ، وبهذا أصبح ممكنا شكل الحروف وإعجامها بلون واحد) .
اختلاف الفقهاء والقضايا المتعلقة به في الفقه الإسلامي المقارن : ٢٣ : (لما فسد اللسان العربي بسبب اختلاط العرب بالعجم دعت الحاجة إلى تنقيط الحروف وتشكيلها حتى لا يقع اللحن في القرآن الكريم ولذا أمر زياد بن أبيه أبا الأسود الدؤلي قاضي البصرة بوضع علامات تضبط أواخر الكلمات ... وفي العصر العباسي قام الخليل بن أحمد المتوفى ١٧٠ هـ بوضع علامات التشكيل المعروفة لنا الآن ، ثم عنى القراء والحفاظ بوضع علامات الفصل ، والوقف وكل ذلك لا يمس المصحف العثماني في شيء ، بل هو من أجل المحافظة عليه ومنع التبديل والتغيير فيه) .
قال السيد محسن
الأمين رضوان الله تعالى عليه في أعيان الشيعة ٦ :