الْأَنفَالِ ) وكان أصحاب عبد الله يقرأونها (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فيما تشاجرتم به) الخ (١) .
أقول : ذهب بعض المحققين إلى أن هذه الزيادات تفسيرية وهذا مجانب للصحة ؛ لأنه من غير المعقول أن تشتهر قراءة عن جماعة معينة كلهم اتفقوا على لفظ واحد في تفسيرها ! ، ناهيك عن أن كلمة (يقرأونها) لا تفيد معنى التفسير ، وعلى أي حال فالمورد والموردان أمرٌ هين .
أخرج أبو عبيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغني عنهم فئتهم من الله شيئا) (٢) ، وهي في القرآن هكذا ( إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٣) .
أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله : ( إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ) قال : إلا أن يتوبوا ، وكان أصحاب عبد الله يقرأونها (ريبة في قلوبهم ولو تقطعت قلوبهم) (٤) ، وهي في القرآن هكذا : ( إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (٥) .
___________
(١) الدر المنثور ٢ : ١٦٠ .
(٢) الدر المنثور ٢ : ١٧٥ .
(٣) الأنفال : ١٩ .
(٤) الدر المنثور ٢ : ٢٨٠ .
(٥) التوبة : ١١٠ .