وأصل هذه الكلمة مأخوذ من «قَدْر وهو بمعنى مقياس شيء وكُنهه ونهايته ، والسّر في استعمال هذه الكلمة بخصوص الباري تعالى هو فعله كل مايريد وبأي مقدار كان ، واعطائه عبادَه أي مقدارٍ يريده هو سبحانه (١).
و «قدير» : و «قادر» كلاهما صفتان من صفات الله سبحانه ، وهما مأخوذان في الأصل من «التقدير» في الكميّة ، و «قادر» اسم فاعل ، و «قدير» صفة مشبّهة بالفعل أو صيغة مبالغة ، و «المقتدر» أبلغ منها (٢).
«يُعجِزُه» : في الأصل من مادّة «عَجُزْ» «بضم الجيم» ، وهي بمعنى ذيل الشيء و (عَجْز) على وزن «حَبْس» بمعنى التأخُّر عن شيء معين والوقوع في متابعة عملٍ ما ، وتأتي أيضاً بمعنى القصور والعجز عن أداء عملٍ ما في مقابل القدرة على ذلك العمل ، و «مُعْجِز» بمعنى الشخص أو الشيء الذي يُعجز الأخرين ، وإطلاق كلمة «عجوز» على المرأة المُسِنّة إنّما هو لعجزها وقصورها (ومن خلالِ تتبع مصادر اللغة المعروفة كمقاييس اللغة ومفردات الراغب نجد أنّ هذه الكلمة تُستعمل بخصوص النساء المُسِنّات فحسب) (٣).
«واسع» : من مادّة «سعة» ، و «وَسْع» وهي بمعنى السعة في مُقابل الضيق وتُسْتعمل بخصوص الأمكنة والحالات والأفعال ، لذا يُطلق على القدرة والتمكّن والإيجاد «الوُسعة».
أمّا سعة الله تعالى فهي إما أن تكون نابعة من سعة رزقه ورحمته التي وسعت كُلّ شيء ، أو من إحاطته تعالى بكل شيءٍ علماً ، أو من إحاطته الوجوديّة بجميع الأشياء ، يعني كثير العطايا وكثير العلم أيضاً. و «الواسع» كما ورد تعبير الـ «موسع» أيضاً في القرآن الكريم بخصوص الباري ، والذي فسرّه بعض أرباب اللغة أيضاً بمعنى القادر والغني (٤). وهنالك تفسير آخر لهذه الكلمة يخرج عن موضوع هذا البحث (٥).
__________________
(١) مقاييس اللغة ، مادة (قدر).
(٢) لسان العرب ، مادة (قدر).
(٣) مقاييس اللغة ؛ مفردات الراغب ؛ ولسان العرب.
(٤) المصادر السابقة.
(٥) راجع التفسير الأمثل ، ذيل الآية ٤٧ من سورة الذاريات.