٤ ـ سُئل أمير المؤمنين عليهالسلام : «أين كان ربّنا قبل أن يخلق سماءً وأرضاً؟ فقال عليهالسلام : (اين) سؤال عن مكان ، وكان الله ولا مكان» (١).
٥ ـ وجاء في حديث عن الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام أنّه قال : «إنّ الله تبارك وتعالى كان لم يزل بلا زمان ولا مكان وهو الآن كما كان ، لا يخلو منه مكان ولايشغل به مكان ، ولا يحل في مكان ، ما يكون من نجوى ثلاثة إلّاهو رابعهم ولا خمسة إلّاوهو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلّاهو معهم اينما كانوا ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه ، احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور لا إله إلّاهو الكبير المتعال» (٢).
تدل هذه الأحاديث بمنتهى الوضوح على أنّ كل مَن سأل الأئمّة المعصومين عليهمالسلام عن مكان الله ، سمع رداً سلبياً وتعابير متناغمة ، غنية صريحة ، وواضحة تدفع كل ابهام في هذا المجال عن قلوب المشتاقين.
٦ ـ ورد في (الإرشاد) و (الاحتجاج) : «أنّ اثنين من أحبار اليهود دخلا المدينة وسألا عن الخليفة ، فأرشِدا إلى أبي بكر ، فلمّا نظرا إليه قالا : ليس هذا صاحبنا ، ثم قالا له : ما قرابتك من رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّي رجل من عشيرته ، وهو زوج ابنتي عائشة ، قالا : هل غير هذا؟ قال : لا ، قالا : ليست هذه بقرابة ، قالا : فأخبرنا أين ربّك؟ قال فوق سبع سموات ، قالا : هل غير هذا؟ قال : لا ، قالا : دُلّنا على من هو أعلم منك؟ فانّك أنت لست بالرجل الذي نجد صفته في التوراة أنّه وصي هذا النبي وخليفته! قال : فتغيّظ من قولهما وهمّ بهما ، ثم أرشدهماإلى عمر ، وذلك أنّه عرف من عمر أنّهما إن استقبلاه بشيء بطش بهما ، فلما أتياه قالا : ما قرابتك من هذا النبي؟ قال : أنا من عشيرته ، وهو زوج ابنتي حفصة ، قالا : هل غير هذا؟ قال : لا ، قالا : ليست هذه بقرابة ، وليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة! ثم قالا : فاين ربك؟ قال : فوق سبع سموات ، قالا : هل غير هذا؟ قال : لا ، قالا : دُلّنا على من هو أعلم منك؟ فأرشدهما إلى علي عليهالسلام ، فلما جاءاه فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه : إنّه الرجل
__________________
(١) توحيد الصدوق ، ص ١٧٥ ، ح ٤.
(٢) المصدر السابق ، ص ١٧٨ ، ح ١٢.