وتُعتبر كلمة (حكيم) من صفات الذات من حيث حكايتها عن علم الله ، ومن صفات الفعل من حيث إشارتها إلى خلق موجودات الوجود على أساس تنظيمٍ وترتيبٍ خاص ، وتشريع القوانين وفق مصالح كاملة ومُتقنة.
وقد ورد في كتاب التحقيق : أنّ الفرق بين (الحاكم) و (الحكيم) و (الحكم) ينشأ من الاختلافات الموجودة بين مشتّقات هذه الكلمات ، فالحكيم تعني من هو ثابت الحُكم والحاكم هو من يَصدُرُ منه الحُكم ، والحَكم ذو معنى مشابهٍ مع ثباتٍ أكثر.
يقول ابن الأثير في النهاية :(الحَكم) و (الحكيم) في أسماء الله تعني (الحاكم) ، ثم ذكر لها عدة معانٍ : منها الذي يوجد الأشياء بأحسن وجه ، والذي يعلم بأفضل الأشياء على أفضل وجه ، والذي يمنع عن الأعمال السيئة ـ وخاصةً الظُّلم ـ.
وكما أشرنا سابقاً فإنّ كلمة (ربّ) ذات مفهوم أصلي واحد ، وسلسلة من اللوازم والأغصان والأوراق (الفروع) ، لهذا فهي لها حالاتُ استعمالٍ كثيرة.
فكما ورد في المفردات فإنّ مفهومها الأصلي هو (التربية) والسَّوْق نحو الكمال ، ولأنّ هذا العمل رافقته مفاهيمُ اخرى ، كالإصلاح ، والتدبير ، والمالكيّة ، والحكومة ، والسيادة ، والتعليم ، والتغذية ، فإنّها تُطلق أيضاً على أي واحدٍ من هذه المفاهيم.
وقد ورد في (لسان العرب) أنّ كلمة (الرب) علاوةً على إطلاقها على الذات الإلهيّة المقدّسة ، فإنّها تأتي أيضاً بمعنى : المالك ، السيّد ، المدبّر ، المربيّ ، القيّم ، والمنعم.
وقد ورد في مصباح الكفعمي أيضاً أنّ كلمة (رب) تعني في الأصل التربية والسوق التدريجي نحو الكمال ، ثم استُعمل هذا المعنى المصدري للمبالغة في المعنى الوصفي. وبعد ذلك ذكر لها أربعة آراء حول مفهومها الأصلي هي : المالك ، السيّد ، المدبّر ، والمربي ، واستعان بأمثلةٍ منها : ربّ الدار : (أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِى رَبَّهُ خَمْراً). (يوسف / ٤١)
و (ربانيون) و (ربائب) ـ أي ابن الزوجة من رجُلٍ آخر ـ.
والذي نستخلصه ممّا تقدم أنّ كل هذه المعاني لها علاقة بمفهوم «التربية».