القويتين الموجودتين على جانبي العمود الفقري اللتين تقويّان ظَهر الإنسان وتجعلانه مستعداً لممارسة الأعمال الثقيلة ، لذا فقد وردت بمعنى منتهى القدرة والقوّة.
ووصفُ الباري بهاتين الصفتين يرمز إلى قدرته التامّة على إيصال الرزق إلى عباده أينما وحيثما كانوا ، ولا يحتاج إلى شيء.
إنّ التمعُّن في هذه الصفات الإلهيّة الخاصّة يمنح المؤمنين السكينة ، ويُغنيهم عن السير في الطرق المحّرمة لتحصيل أرزاقهم ، بل يحثهم على طلب الرزق الحلال ، إيماناً بلطفه سبحانه.
كلمة (كريم) مأخوذة من مادّة (كَرَم) والتي تعني : الشرف والقيمة الذاتية أو الأخلاقية ـ حسب رأي مقاييس اللغة ـ لذا يطلق على الغيوم الممطرة (كريمة) وعلى الأرض المنتجة الخصبة (مكرمة).
ويقول الراغب أيضاً : إذا كانت كلمة (كرم) صفة للإنسان فإنّها تعني الأخلاق والأفعال الحميدة التي تبدر منه ، وإذا كانت صفة لله فإنّها تعني الإحسان والإنعام العلني الواضح.
وللمفسّرين تعابير مختلفة حول تفسير كلمة (كرم) عندما تأتي كصفة لله سبحانه وتعالى.
فقد قال جماعة : إنّ كلمة (كريم) تعني الواهب الذي لايفعل إلّاالإحسان ، ولا يقصد من وراء ذلك الحصول على أي ربح.
وقال جماعة آخرون : (الكريم) هو من يقبل القليل ويجزي إزاءه بالكثير.
وقال بعضهم : (الكريم) هو الذي لا ينفذُ عطائه أبداً.
وقال آخرون أيضاً : (الكريم) هو من يعطي مايجب عليه وما لا يجب.
ولا يوجد دليل خاص حول ترجيح أيّ من هذه التفاسير ، ولكن بما أنّ كرم الله أكملُ أنواع الكرم ، فإنّه يشتمل على جميع هذه المفاهيم وغيرها.
ويجدُر الإنتباه إلى هذه المسألة أيضاً وهي أنّ هذه الكلمة قد وردت في القرآن الكريم على عدّة وجوه ، فأحياناً كصفة للرزق مثل : (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ). (الأنفال / ٤)