٥ ـ (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ). (١) (البقرة / ١٤٣)
٦ ـ (... وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ). (٢) (الأنعام / ١٠٣)
٧ ـ (... إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا). (٣) (مريم / ٤٧)
توضيح وبلاغ :
بحثنا مفهوم كلمتي (الرحمن) و (الرحيم) في المجلّد الأول من هذا التفسير بصورة مفصّلة ، ولا حاجة إلى التكرار ، ونكتفي هنا بالقول : إنّ كلتيهما مأخوذتان من مادّة (الرحمة).
ومعروف بين العلماء أنّ صفة (الرحمن) ترمز إلى الرحمة الإلهيّة العامّة التي تشمل الموالي والمعادي ، والمؤمن والكافر ، والمحسن والمسي ، (كأنواع النعم والمواهب الإلهيّة العامّة التي ينتفع منها جميع العباد).
و (الرحيم) : ترمز إلى (الرحمة الخاصّة) الإلهيّة التي خص بها عباده المؤمنين وجعلها من نصيب المحسنين والمتقين.
وأمّا عبارة (أرحم الراحمين) فإنّها استُعملت كصفة من الصفات الإلهيّة ، لأنّ شعاعاً من رحمته قد دخل في قلوب عباده أيضاً ، فالوالدان رحيمان وعطوفان على وِلدهما ، والكثير من الناس يكنّون في قلوبهم الرحمة والمحبة تجاه أصدقائهم وأحبائهم ، إلّاأنّ هؤلاء جميعهم يمثّلون شعاعاً ضعيفاً من رحمة الله ، بل في الحقيقة إنّ جميع هذه الرحمات مجازيّة ، ورحمة الله هي الرحمة الحقيقيّة ، لأنّ ذاته المقدّسة غنيّة عن كُلّ شيء ، في حين أنّ المحبّة والرحمة الموجودة فيما بين الناس غالباً ماتنبع من تأثيرهم في مصير بعضهم وحاجتهم إلى بعضهم.
__________________
(١) وردت كلمة «رؤوف» في أربعة عشر موضعاً من القرآن مصحوبة في أغلبها بصفة الرحمة كما هو الحال في الآية المذكورة أعلاه ، وأحياناً في عبارة (رؤوف بالعباد).
(٢) وردت كلمة «لطيف» في سبعة مواضع من القرآن استُعملت في جميعها كصفة لله سبحانه.
(٣) وردت كلمة «حفي» في موضعين فقط من القرآن وفي واحدٍ منهما فقط كصفة لله سبحانه وتعالى (وهو الآية أعلاه).