وأشارت الآية الثانية أيضاً إلى تعلل المشركين الذين كانوا يشكلون على رسول الله في تسميته لله تعالى بأسماء متعددة وخاصة اسم الرحمن الذي كان غير مألوف عند العرب المشركين آنذاك ، مع أنّه كان يدعوهم للتوحيد فالآية تقول : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحمنَ أَيّاً مَّا تَدعُوا فَلَهُ الأَسمَاءُ الحُسْنَى).
* * *
وصفت الآية الثالثة الباري بالخالقية والمالكيّة وتدبير عالم الوجود والعلم والاطلاع على الظاهر والباطن ، حيث قالت : (اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى).
أجَلْ فهو سبحانه بامتلاكه هذه الأسماء والصفات الحسنى التي لا نظير لها يليق لمقام الألوهيّة والربوبية ولا أحد يليق لهذا المقام سواه.
* * *
وأخيراً فقد وصفت الآية الرابعة والأخيرة ـ من بحثنا ـ ربّ العالمين بأوصاف متعدّدة ، بعد أن وصفته الآيات التي سبقتها بأكثر من عشرة أوصاف ، فقال : (هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى).
وبعد ذلك وصفته بأوصاف مهمّة اخرى بلغ مجموعها ثمان عشرة صفة.
ونستنتج من مجموع هذه الآيات أنّ الأسماء الحسنى كناية عن صفات الجمال والجلال الخاصّة به سبحانه ، والذي يعبر كل واحد منها عن كمالٍ متميز أو تنفي عنه سبحانه نقصاً معيّناً ، وهي ليست تسمية بسيطة وعاديّة ، وقد انعكست هذه الأسماء والصفات في مختلف الآيات القرآنيّة وصارت محل اعتماد.
ولننطلق الآن لبحث هذا الموضوع ونرى ما هي الأسماء الحسنى؟ هل هي محدودة عددّياً؟ وإن كانت كذلك فكم عددها؟
* * *