الوعي لدى المسلمين للوصول إلى معرفة الله من جهة ، ومن جهة اخرى يدعوهم جميعاً إلى التخلق بهذا الخلق الكريم والتشبه بهاتين الصفتين الإلهيتين ، ومن جهة ثالثة يلقي في قلوب المؤمنين السكينة من حيث كون يد العناية والحماية الإلهيّة معهم في كل حال ، ومن جهة رابعة تحذير للمؤمنين ليراقبوا أقوالهم وأعمالهم لأنّ الله محيط بها علماً.
وقد أكّدت الروايات الإسلامية الشريفة أيضاً على هذه المسألة التربوية المهمة ومن جمله هذه الروايات.
١ ـ ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام حديث يعض به أحد خواصه وهو (اسحاق بن عمار) قال عليهالسلام : «يا اسحاق خَفِ الله كأنّكَ تَراهُ وَانْ كُنْتَ لا تَراهُ فَانَّهُ يَراكَ ، فان كُنتَ تَرَى أَنَّهُ لا يَراكَ فَقَدْ كَفَرْتَ وإنِ كُنْتَ تَعُلَمُ أَنَهُ يَراكَ ثم برزْت له بالْمَعصِيَةِ فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَهْوَنِ النَاظِرينَ عَلَيْكَ» (١).
٢ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير الآية : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتانِ) قال :
«مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ يَراهُ وَيَسْمَعُ ما يَقُوْلُ وَيَعْلَمُ ما يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، فَيَحْجُزُهُ ذلِكَ عَنِ الْقَبيحِ مِنَ الْأَعمالِ ، فَذلِكَ الَّذي خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى» (٢).
٣ ـ وكذلك ماورد في تفسير (علي بن ابراهيم) عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «لما هَمّت به وهَمّ بها قامت إلى صنم في بيتها فألقت عليه ملاءة لها فقال لها يوسف : ما تعملين؟ قالت : ألقي على هذا الصنم ثوباً لا يرانا فاني استحي منه. فقال يوسف : فأنت تستحين من صنم لا يسمع ولا يبصر ولا استحي أنا من ربّي؟» (٣).
٤ ـ ورد في تفسير روح البيان في ذيل الآية (وَافَوِّضُ امْرِى الَى اللهِ انَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). (غافر / ٤٤)
__________________
(١) اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، ح ٢.
(٢) اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٧ ، ح ١٠ ذيل الحديث يفيد أنّ الإمام قال هذا الكلام في تفسير الآية (وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى).
(٣) تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٤٢٢.