أقول : الحديث يبيّن أنّه لا تنافي بين صدر الآية وذيلها فإنّ طلب الولد على ما أمره الله تعالى شيء والتمتع بالزوجة شيء آخر.
في الكافي عن الصادق (عليهالسلام) في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) قال (عليهالسلام) : «كان الناس يستنجون بالكرسف والأحجار ثم أحدث الوضوء ، وهو خلق كريم فأمر به رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وصنعه وأنزل الله في كتابه : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
أقول : يستفاد من الحديث أنّ الاستنجاء بالكرسف والأحجار مجز أيضا ولكن التطهر الحاصل من الماء مبالغة في الطهارة وهي مما يحبه الله تعالى. والروايات في هذا المعنى كثيرة.
وفي الكافي أيضا عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير قال : «كنت عند أبي جعفر (عليهالسلام) فدخل عليه حمران بن أعين وسأله عن أشياء فلما همّ حمران بالقيام قال لأبي جعفر (عليهالسلام) أخبرك أطال الله تعالى بقاءك لنا وأمتعنا بك أنّا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا وتسلو أنفسنا عن الدنيا ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ، ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدّنيا قال : فقال أبو جعفر (عليهالسلام) : إنّما هي القلوب مرّة تصعب ومرّة تسهل ، ثم قال أبو جعفر (عليهالسلام) أما إنّ أصحاب محمد (صلىاللهعليهوآله) قالوا : يا رسول الله نخاف علينا النفاق فقال (صلىاللهعليهوآله) : ولم تخافون ذلك؟ قالوا : إذا كنا عندك فذكّرتنا ورغّبتنا وجلنا ونسينا الدّنيا وزهدنا حتّى كأنا نعاين الآخرة ، والجنة والنار ونحن عندك ، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل يكاد أن نحوّل عن الحال التي كنا عليها عندك وحتّى كأنا لم نكن على شيء ، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا؟
فقال لهم رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : كلّا إنّ هذه خطوات الشيطان فيرغبكم في الدنيا ، والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم