وقال إنّما يعني (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) : أيّ ساعة شئتم».
وفي تفسير العياشي عن معمر بن خلاد في قوله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) عن أبي الحسن الرضا (عليهالسلام) أنّه قال : «أي شيء تقولون في إتيان النساء في أعجازهنّ؟ قلت : بلغني أنّ أهل المدينة لا يرون به بأسا قال (عليهالسلام) : إنّ اليهود كانت تقول إذا أتى الرجل من خلفها خرج ولده أحول فأنزل الله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) يعني : من خلف أو قدام خلافا لقول اليهود ولم يعن في أدبارهنّ».
أقول : يستفاد من مجموع الأخبار الواردة في هذه الآية أنّ كلمة (أَنَّى) تستعمل في الأعم من الزمان والمكان والمحلّ وهو صحيح مطابق لعموم اللفظ. نعم ، هناك بحث آخر مستقل أنّ إتيان النساء من أعجازهنّ هل يجوز أو يحرم أو يكره؟ والمسألة مذكورة في الفقه والمشهور بين الإمامية الجواز مع الكراهة خصوصا مع عدم رضاها بذلك.
في الدر المنثور عن الدارقطني في غرائب مالك مسندا عن نافع قال : «قال لي ابن عمر : أمسك عليّ المصحف يا نافع : فقرأ حتّى أتى على : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قال لي : تدري يا نافع في من نزلت هذه الآية؟ قلت : لا ، قال : نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فأعظم الناس ذلك فأنزل الله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قلت له : من دبرها في قبلها قال : «إلا في دبرها».
أقول : ذكر ابن عبد البر الرواية بهذا المعنى عن ابن عمر معروفة عنه مشهورة.
وفيه أيضا : أخرج ابن راهويه وأبو يعلى وابن جرير والطحاوي في مشكل الآثار وابن مردويه بسند حسن عن أبي سعيد الخدري : «أنّ رجلا أصاب امرأته في دبرها فأنكر الناس عليه ذلك فأنزلت : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ