فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ) (١٦٢)
قوله (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً) أى : فرقنا قوم موسى وصيرناهم اثنتي عشرة أمة تتميز كل أمة عن الأخرى.
والأسباط في بنى إسرائيل كالقبائل في العرب. والسبط : ولد الولد فهو كالحفيد. وقد يطلق السبط على الولد.
وكان بنو إسرائيل اثنتي عشرة قبيلة من اثنى عشر ولدا هم أولاد يعقوب ـ عليهالسلام ـ قالوا : والظاهر أن قطعناهم متعد لواحد لأنه لم يضمن معنى ما يتعدى لاثنين ، فعلى هذا يكون اثنتي عشرة حالا من مفعول (قَطَّعْناهُمُ) وهو ضمير الغائبين «هم».
ويرى الزمخشري وغيره أن «قطعناهم» بمعنى صيرناهم وأن (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) مفعول ثان ، وتمييز اثنتي محذوف لفهم المعنى والتقدير وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة.
و (أَسْباطاً) بدل من ذلك التمييز ، و (أُمَماً) بدل بعد بدل من اثنتي عشرة.
والجملة الكريمة معطوفة على ما قبلها من أخبار بنى إسرائيل ، لمشاركتها لها في كل ما يقصد به من العظات والعبر.
وقوله : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً).
الاستسقاء : طلب السقيا عند عدم الماء أو حبس المطر. وذلك عن طريق الدعاء لله ـ تعالى ـ في خشوع واستكانة ، وقد سأل موسى ـ عليهالسلام ـ ربه أن يسقى بنى إسرائيل الماء بعد أن استبد بهم العطش بعد ما كانوا في التيه.
فعن ابن عباس أنه قال : كان ذلك في التيه ضرب لهم موسى الحجر فصار منه اثنتا عشرة عينا من ماء لكل سبط منهم عين يشربون منها» (١).
وقيل : كان الاستسقاء في البرية ولكن الآثار التي تدل على أنه كان في التيه أصح وأكثر.
__________________
(١) تفسير ابن كثير ج ١ ص ١٠٠.