للناس : ألم أبلغكم الرسالة؟ ألم أنصح لكم؟ قالوا : اللهم نعم. قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
قال : ففشت هذه في الناس ، فبلغ ذلك الحارث بن النّعمان الفهري ، فرحل راحلته ، ثم استوى عليها ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ ذاك بالأبطح ، فأناخ ناقته ، ثم عقلها ، ثم أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم قال : يا عبد الله ، إنك دعوتنا إلى أن نقول : لا إله إلا الله ففعلنا ، ثم دعوتنا إلى أن نقول : إنك رسول الله ففعلنا والقلب فيه ما فيه ، ثم قلت لنا : صلوا فصلينا ، ثم قلت لنا : صوموا فصمنا ، ثم قلت لنا : حجّوا فحججنا ، ثم قلت لنا : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فهذا عنك أم عن الله؟ فقال له : بل عن الله ، فقالها ثلاثا ، فنهض وإنه لمغضب ، وإنه ليقول : اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء ، تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا ، وإن كان ما يقوله محمد كذبا فأنزل به نقمتك ، ثم ركب ناقته واستوى عليها ، فرماه الله بحجر على رأسه (١) ، فسقط ميتا ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ)(٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام في تأويل قوله عزوجل : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) : «تأويلها فيما يجيء : عذاب يقع في الثوية ـ يعني نارا ـ تنتهي إلى كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف ، لا تدع وترا لآل محمد إلا أحرقته ، وذلك قبل خروج القائم عليهالسلام» (٣).
__________________
(١) وقيل : ثم استوى على ناقته فأثارها ، فلما خرج من الأبطح رماه الله بحجر على رأسه فخرج من دبره. وقيل : ما وصل إليها حتى رماه بحجر فسقط على هامته ، وخرج من دبره فقتله» (نور الأبصار : ص ٨٧ ، عن الثعلبي).
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٢٢ ، ح ١.
(٣) الغيبة : ص ٢٧٢ ، ح ٤٨.