ورحت نقي الذيل لم تتخذ وفرا |
|
وخلفت حسن الذكر لا البيض والصفرا |
وما الفضل أن يرقى المنصة عالم |
|
بل الفضل ان ينقض عن ظهرها طهرا |
وتمسى ملايين الألوف بكفه |
|
وتصبح من صفرائها كفه صفرا |
* * *
تبعناك بالتقليد في الدين برهة |
|
وان كان رأي الحر في غيره حرا (١) |
فسرنا على ضوء الحقيقة نغتدي |
|
ببلغتك الغراء ونستكشف السرا |
وسرعان ما غيبت عن أفق الهدى |
|
يودعك التقليد في كبد حرّى |
فعدنا حيارى بعد غرتك التي |
|
بلألائها عن ليلنا تكشف الفجرا |
وكنا جهلناها بمحياك نعمة |
|
وتجهل حتى تفقد النعم الكبرى |
فيا شمس آفاق المعارف والهدى |
|
وقد حجبت عنا أشعتها قسرا |
أهل هلال الصوم بعدك كاسفا |
|
إذ الأرض حالت بين جرميكما قبرا |
وهذا الذي أخفاه عن أعين الورى |
|
فجئنا إلى مثواك نستطلع البدرا |
فقم وأعد للدين أيامك الغرا |
|
وأوضح بمشكوك الهلال لنا الأمرا |
ومحص شهادات الشهود وعدلهم |
|
فإن حماة الدين أخلت لك الصدرا |
فهل كان يوم الأربعاء بدء شهرنا |
|
بحكمك أم كان الخميس لنا الشهرا |
ودع عنك حكما في الثلاثاء كما ادعت |
|
طوائف في بغداد أنت بها أدرى |
تفرق بين المسلمين بباطل |
|
صريح وفي (فرق تسد) سادت المصرا |
فتبدي هلالا كامنا في محاقه |
|
عنادا وتخفي الشمس ناصعة ظهرا |
__________________
(١) أقول : هذه إشارة منه إلى أنه قد قلّد الشيخ آل ياسين برهة من عمره في بعض المسائل ، وكان قد اجتهد في زمانه حيث كانت له آراء تخالف آراء الشيخ آل ياسين في مسائل أخرى. فإذا كانت ولادته سنة (١٣٤٢ ه. ق) ووفاة الشيخ آل ياسين سنة (١٣٧٠ ه. ق) فيكون قد حصل على ملكة الاجتهاد قبل سنّ (٢٨ سنة).