أكبوا على التحصيل والليل دامس |
|
فليل السرى في صبحه يحمد المسرى |
ولا تهنوا ما استسخر الناس فيكم |
|
فمن قبلكم بالمصطفى سخروا جهرا |
وجدوا وان جد الزمان واهله |
|
عليكم فإن الحر من خاصم الدهرا |
ولا تهنوا ان حقرتكم بهيمة |
|
على تبنها تجثوا وتحتقر التبرا |
فذا الملك الروحي يبسط نفسه |
|
إذا سرتم من تحت أقدامكم فخرا |
ولا غرو أن الجنس يألف جنسه |
|
وإن بغاث الطير لا تألف الصقرا |
* * *
فيا حاملي وقر الرسالة بلغوا |
|
رسالاتكم في الله واحتسبوا العمرا |
ولا تتشكوا اليتم فاليتم ذلة |
|
عليكم وان أنتم فقدتم أبا برا |
فباب علوم المصطفى الطهر حيدر |
|
أبوكم لكم من فيضه حكم تترى |
فخوضوا بحار العلم بالعزم واطعموا |
|
ولو كسرات الخبز وائتدموا الصبرا |
فإن جمال الحر أثواب فضله |
|
ترف نقيات وإن لبس الطمرا |
وأحيوا نفوسا غالها الجهل غرة |
|
بماء حياة من بحار بني الزهرا |
عسى أن تؤدوا للفضيلة حقها |
|
وان تنتجوا مثل الرضا سيدا حبرا |
أرى روحه رفت عليكم بحفلكم |
|
تحوم كطير ممسيا ألف الوكرا |
تناجيكم لطفا وعطفا كعهدها |
|
بني اخلعوا ثوب الأسى والبسوا الصبرا |
ولا تتشكوا ظلمة الليل حالكا |
|
فإني تركت المرتضى عندكم بدرا |
إذا اقفرت بعدي رياض ذوي النهى |
|
وأمحل روض الفضل فاض لكم بحرا |
أبا حسن عفوا فلست بشاعر |
|
يغرّد في ألحانه للورى شعرا |
وما كان ترك النظم مني ترفّعا |
|
ولكن صرف العمر في غيره أحرى |
ولكن جعلت الشّعر فيك وسيلة |
|
لإخماد نار القلب فاضطربت جمرا |
وإن هزّ ذا الحفل المهيب استعاده |
|
فمن قدرك السامي استمد له قدرا |
ولست أعزّي فيه شخصا وإنما |
|
أعزي الهدى طرّا وآل الهدى طرا |
فكل أخي فضل من الوجد واجم |
|
تعبّر عن آلامه مقل عبرا |