يحصيه كاتباك ، فإذا أمكنك الأمر فالسيف السيف ، القتل القتل ، حتى يفيئوا إلى أمر الله وأمر رسوله ، فإنّك على الحقّ ، ومن ناواك على الباطل ، وكذلك ذرّيّتك من بعدك إلى يوم القيامة.
وقد صرّح أئمّة أهل البيت عليهمالسلام في كلماتهم وخطبهم بما حلّ بهم من الظلم ، وأنّ القوم لم يرعوا فيهم حقّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يطيعوه ، ولم يسمعوا وصاياه
ففي كتاب سليم بن قيس ( ١٠٨ ـ ١١١ ) قال أبان : قال لي أبو جعفر الباقر عليهالسلام : ما لقينا أهل البيت من ظلم قريش وتظاهرهم علينا وقتلهم إيّانا ، وما لقيت شيعتنا ومحبّونا من الناس ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قبض وقد قام بحقّنا ، وأمر بطاعتنا ، وفرض ولايتنا ومودّتنا ، وأخبرهم بأنّا أولى الناس بهم من أنفسهم ، وأمر أن يبلّغ الشاهد الغائب ، فتظاهروا على عليّ عليهالسلام ... ثمّ بايعوا الحسن بن عليّ عليهماالسلام بعد أبيه وعاهدوه ، ثمّ غدروا به وأسلموه ، ووثبوا به حتّى طعنوه بخنجر في فخذه ، وانتهبوا عسكره ... ثمّ بايع الحسين عليهالسلام من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا ، ثمّ غدروا به ، ثمّ خرجوا إليه فقاتلوه حتّى قتل ، ثمّ لم نزل أهل البيت منذ قبض رسول الله نذلّ ونقصى ونحرم ونقتل ونطرد ، ونخاف على دمائنا وكلّ من يحبنا ... فقتلت الشيعة في كلّ بلدة ، وقطعت أيديهم وأرجلهم ، وصلبوا على التهمة والظنّة ، وكان من ذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره ، ثمّ لم يزل البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمان ابن زياد بعد قتل الحسين عليهالسلام ، ثمّ جاء الحجّاج فقتلهم بكلّ قتلة وبكلّ ظنّة وبكلّ تهمة ، حتّى أنّ الرجل ليقال له : زنديق أو مجوسي ، كان ذلك أحبّ إليه من أن يشار إليه أنّه من شيعة الحسين عليهالسلام ... ونقل هذه الرواية مبتورة ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١١ ؛ ٤٣ ـ ٤٤ ).
وفي بشارة المصطفى (٢٠٠) عن عمر بن عبد السلام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ما بعث الله نبيّا قطّ من أولي الأمر ممّن أمر بالقتال إلاّ أعزّه الله ، حتّى يدخل الناس في دينه طوعا وكرها ، فإذا مات النبي وثب الّذين دخلوا في دينه كرها ، على الّذين دخلوا طوعا ، فقتلوهم واستذلّوهم ، حتّى أن كان النبي يبعث بعد النبي فلا يجد أحدا يصدّقه أو يؤمن له ، وكذلك فعلت هذه الأمّة ، غير أنّه لا نبي بعد محمّد ...