ما يحضر من الاعتراضات ، وتحصيل الجواب عما يمكن من التنبيهات والاطناب في المسائل المعضلات التي هي مطارح الأذكياء ، فخرج بحمد الله وقد ملاء العيون بها والقلوب ثناء.
لكن المبتدي قليل الحظ منه ، فربما استكثر حجمه ، واستغلق فهمه ، اختصرت منه ما يمكن به الإشارة إلى خلافاته وإيضاح تردداته ، دون البحث والاطناب والزيادة في الأبواب ، بحيث يكون كالحاشية للكتاب إذ جعلنا ذلك موكولا الى ذلك وسميته بـ « المقتصر من شرح المختصر ».
ولنقدم (١) قبل الشروع في البحث مقدمة يحتاج إليها.
فاعلم أن كل موضع يقع الكناية فيه بالشيخ (٢) ، فالمراد به الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي شيخ المذهب قدس الله روحه ، وبالشيخين هو مع شيخه المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي رضياللهعنه ، وبالثلاثة هما مع السيد المرتضى علم الهدى طاب ثراه ، وبالأربعة هم مع أبي جعفر محمد ابن بابويه.
وبالخمسة بإضافة أبيه علي بن الحسين بن بابويه القمي رضياللهعنه ، وأعبر عنه بالفقيه ، وعن ابنه بالصدوق ، وعنهما بالصدوقين والفقيهين. وبالحسن عن أبي عقيل العماني ، وبأبي علي عن أحمد بن الجنيد ، وعنهما بالقديمين ، وبالقاضي عن عبد العزيز بن نحرير البراج وهو تلميذ الشيخ وقد أضيفه اليه.
وبأبي يعلى عن سلار وهو تلميذ المفيد وقد أضيفه اليه ، وبالتقي عن أبي الصلاح الحلبي ، وعن الامام البحر القمقام سيد المتبحرين وأفضل العلماء الراسخين نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد صاحب الكتاب المشروح بالمصنف.
__________________
(١) في « ق » : ولتقدم.
(٢) في « س » : الكتابة فيه الشيخ.