بتقديم ذكر اسم الله تعالى ، ألا تراهم في الدعاء يقولون : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ضمنت لمن سمي الله عزوجل على طعامه أن لا يشتكي منه ، فقال ابن الكواء : أكلت البارحة طعاما وسميت عليه ، ثم أصبحت وقد آذاني فقال عليهالسلام : لعلك أكلت ألوانا ، فسميت على بعضها ولم تسم على بعض ، فقال : قد كان ذلك ، قال : فمن ذلك أتيت يا لكع (١). وكان من الخوارج.
وللاستعانة على إتمام ما شرع فيه ، لقوله عليهالسلام : كل أمر لم يبدء فيه بسم الله فهو أبتر.
ولامتثال أوامر الشرع ، فإنه روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : كل أمر فليبدء فيه ببسم الله وعن الصادق عليهالسلام : لا تدع البسملة ولو كتبت شعرا.
وكانوا قبل الإسلام يصدرون كتبهم باسمك اللهم ، فلما نزل قوله تعالى « انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم » (٢) صدروا بها ، وكان في عنوان الكتاب الذي أنفذه سليمان عليهالسلام الى بلقيس ، وانما كتب سليمان البسملة على ظهر الكتاب ، لأنها من عتوها وتجبرها كانت تبزق على ما يرد عليها من كتب الملوك قبل قراءتها فلما رأت كتاب سليمان لم يبزق عليه ، وقالت لجلسائها : « اني ألقي إلى كتاب كريم » أي : مختوم ، فإن إكرام الكتاب ختمه ، ويدل أيضا على تعظيم المكتوب إليه « أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ».
واقتداء بالله سبحانه حيث جعلها في أول كل سورة من سور القرآن ، وهي عندنا آية من كل سورة ، وهو مذهب ابن عباس ، ولهذا قال : من ترك البسملة
__________________
(١) رواه الكليني بإسناده عن أبى عبد الله عليهالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام في فروع الكافي ج ٦ ـ ٢٩٥ ، ح ١٨.
(٢) سورة النمل : ٣٠.