كتاب الإقرار
قال طاب ثراه : وكذا لو قال : أليس عليك كذا؟ فقال : بلى ، ولو قال : نعم ، قال الشيخ : لا يكون إقرارا ، وفيه تردد.
أقول : منشأ التردد : من النظر الى العرف ، ووضع أهل اللغة ، فإن العرف يرادف صيغتي نعم وبلى في الإقرار ، فتقوم كل واحدة منهما مقام الأخرى ، والإقرار يحمل على العرف ، فيكون إقرارا.
ومن حيث أن نعم في جواب السؤال مقدرة (١) ، لما دخل عليه حرف الاستفهام وبلى رافع له ، لأن أصلها بل وهي للرد والاستدراك.
وإذا كان كذلك فقوله « بلى » رد لقوله « ليس لي عليك » لأنه الذي دخل عليه حرف الاستفهام ونفى له ، ونفي النفي إثبات ، وقوله « نعم » تصديق له وتقرير لحكمه ، فكأنه قال : ليس لك ، وهذا هو المعتمد ، وعليه الأكثر ، واختاره الشيخ والعلامة وفخر المحققين ، وتردد المصنف في كتابيه.
قال طاب ثراه : وكذا كناية (٢) عن الشيء ، فلو قال : كذا درهم ، فالاقرار
__________________
(١) في « ق » مقررة.
(٢) في « س » : الكناية.