الحاضر عنده يجمع بينهما ، فما الفائدة في هذا التخصيص؟.
فالجواب : أن الجمع يطلق على معنيين : الأول إيقاع الصلاتين في وقت واحد. الثاني إيقاع الصلاتين معا من غير تخلل نافلة بينهما ، فالجمع بمعنييه جائز في السفر.
أما بالمعنى الأول ، فنقول : الجمع وان كان جائزا في الحضر الا أن بعض علمائنا يذهب الى أن الأفضل التفريق ، ففي حالة السفر لا يندب التفريق ، بل الجمع لضيق وقت العبادة واشتغاله بأحواله وتشعب خاطره في حفظ رحله ، فجاز نسيان أحد الصلاتين بالتفريق ، أو فوات بعض أغراضه ، فالجمع مشتمل على تفويت (١) بعض الأوقات على المسافر يصرفها في مصالحه ومهماتها كما رتبه (٢) الشارع عليه وقت ما زاد على الركعتين في الرباعية ، ولاشتمال الجمع على مسارعة تفريغ الذمة والسلامة عن التغرير بالعبادة.
وأما الثاني ، فلان السنة الإتيان بالفرائض والنوافل على الوضع الشرعي والمخالفة لذلك تغيير للأحكام الشرعية عن وضعها الموظف شرعا ، وهو غير جائز ففي السفر الأفضل الجمع بين الصلاتين من غير إيقاع نافلة بينهما ، حيث كان السفر مظنة الاشتغال عن العبادة ، ومحل التشويش والاضطراب والتعب ، فإذا أدى الصلاتين وكان هناك نافلة راتبة ووقتها باق ونشط للتنفل أتى بها أداء كما لو صلى العشائين في أول الوقت وفرغ من العشاء مع بقاء الحمرة المغربية ، فله فعل نافلة المغرب أداء لبقاء وقتها ، وتغير (٣) الوضع الشرعي هنا جائز لمكان السفر ، فهذا فائدة قوله « ويجمع المسافر بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء » فاعرفه.
__________________
(١) في « ق » : ترفية.
(٢) في « ق » : رفه.
(٣) في « ق » : وتغيير.