يشعر به في الكشّاف (١) في قوله : « والعقد العهد الموثق شبه بعقد الحبل وغيره » من اختصاص الحقيقة بالأوّل (٢) إنّما هو إبداء للمناسبة بين الاستعمالات الحقيقية وربط الخفيّ بالجليّ ، كما هو دأب علماء اللغة في ربط المعاني المستعملة فيها تصاريف اللفظ بعضها إلى بعضها. ثم الظاهر اتفاق أئمة التفسير وغيرهم على أن المراد بالعقد في الآية العهد الموثق ، صرّح به في الكشاف (٣) والبيضاوي (٤) والطبرسي (٥) والطريحي (٦) والمحقق الأردبيلي في آيات الأحكام (٧) والمحدث الكاشاني في الصافي (٨) وغيرهم ، وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٩) بعد ذكر الآية عن الصادق عليهالسلام : « أي العهود » ويشعر به الأمر بالإيفاء به ، فإنّه لا يناسب غير العهد ، نظير قوله تعالى ( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ ) (١٠).
ثم العهد الذي هو من معانى العقد من المعاهدة ، ما فيه شدّ وربط وتوثيق بين اثنين ، كما دلّ عليه كلام من ذكر وشهد به العرف ، لا من سائر إطلاقات العهد كالتقدم بالأمور والمعرفة والالتقاء والإصلاح والوصيّة. نعم ، بعض ما يطلق عليه
__________________
(١) الكشاف ٣ : ٥.
(٢) أي الحسّي.
(٣) الكشاف ٣ : ٥.
(٤) تفسير البيضاوي ١ : ٤٠٧.
(٥) مجمع البيان ٢ : ١٥٠.
(٦) مجمع البحرين ٣ : ١٠٣.
(٧) زبدة البيان في أحكام القرآن : ٤٦٢.
(٨) تفسير الصافي ٢ : ٥.
(٩) تفسير القمي ١ : ١٦٠.
(١٠) البقرة (٢) : ١٧٧.